يا للعاااااار!

يا للعاااااار!

يا للعار! خمسون طفلا مذبوحون بلا ذنب أو جريرة، إنها صورة ستظل تبصق على وجه الظالمين وتصفع الانسانية على وجهها على مر التاريخ.
يا للعار! لقد شاهدت (رجلا) سوريا يتقيأ كلاما يدافع به عن نظام الأسد، فأصبت بالغثيان بسبب ما خرج من فيه خلال دفاعه المستميت والمنطق العجيب الذي يستند إليه في صد الانتقادات التي وجهت لنظام بلاده الذي ارتكب مذبحة “الحولة” التي يندى لها الجبين حياء.
لو كان هذا الرجل قد حاول التقليل من حجم الجريمة التي وقعت واتهم وسائل الإعلام بالمبالغة في وصف ما جرى، لهان الأمر، فقد تعودنا على هذا الأسلوب – رغم ما فيه من استهزاء بعقول الناس – ولكن هذا الرجل الذي هو من حملة المباخر في نظام الأسد تفرغ تماما للهجوم على ضيف آخر من ضيوف نفس البرنامج الذي دعي هو نفسه للحديث فيه، مستغربا الهجوم الكبير على النظام السوري دون غيره من الأنظمة ومستنكرا التركيز على هذه المذبحة البشعة دون غيرها.
يا للعار! هل وصل الأمر بحملة المباخر ومتخصصي التبرير في كل موقف وفي كل حادثة إلى حد التجرد التام من الانسانية ومن الضمير لكي يدافعوا عن المجرمين ومصاصي الدماء بهذا الشكل الذي يجعل العالم يبصق علينا ويتهمنا بكل ما يريد من تهم.
يا للعار! ألم ير هذا وغيره مشاهد الأطفال المذبوحين بشكل يقطع نياط القلوب؟
كان من الأولى أن يسكت المجلجلون بالعار عن كل أنواع الكلام وأن يبقوا في بيوتهم من شدة الخجل بعد أن فقدوا مروءتهم ورجولتهم، بدلا من مسح أحذية القتلة والرقص فوق أشلاء الأطفال الأبرياء.
يا للعار! سوف تظل هذه المجزرة وصمة عار في تاريخ العرب أجمعين وليس في تاريخ سوريا وحدها بسبب الصمت أو الاكتفاء بتصريحات الإدانة المعلبة.
يا للعار! لقد خرجت مظاهرات في إسرائيل تستنكر وقوع هذه المجزرة، ونحن العرب نكتفي بإطلاق كلمات الحزن والإدانة ثم نمضي في حياتنا اليومية.
يا للعار! فلا يزال الذين أشبعونا شعارات ولبسوا ثياب البطولة الزائفة منذ سنين، لا يزالون يتحدثون عن المؤامرة ويتحدثون عن الرئيس السوري كراع للمقاومة وحصن للعروبة ورمز للممانعة!
لا يزال حسن نصر الله يدافع عن نظام الأسد دون خجل، ولا يزال يطلق خطبه المجلجلة إذا أصيب أحد المخربين في البحرين بالتواء في قدمه!
أيتها الأم السورية الثكلى جففي دموعك وقومي فصلي واشتكي إلى ربك واحتسبي طفلك بين الأبرار عند الله،ولا تسألي عن المروءة، فالمروءة ماتت وغسلت وكفنت ودفنت، ولا تنتظري عونا من أشباه الرجال، وانتظري الفرج القريب بإذن الله، فمهما طال الليل فلابد للصبح أن يتنفس، ولابد لأشجار بردى أن تسرح ضفائرها في موج الشطوط.