أنا سعيدة جدا لأنني أكتب عن السودان وعن الشعب السوداني، ليس انحيازا للسودان ولا انحيازا ضده، ولكن لأنني أجد صدى لما أكتبه، فالسودانيون يقرأون، وهذه سمة طيبة، وسواء أعجبوا بكتاباتي أو انتقدوها بقسوة فهذا لا يزعجني على الإطلاق، وفي كل الأحوال أنا أحترم السودان وأهل السودان، وأعد كل أشقائي في السودان أنني من الآن فصاعدا سوف أصف السودان بصيغة المذكر وليس المؤنث.
أحد الإخوة السودانيين أغضبه جدا أنني أشرت إلى السودان الشقيق في المرة السابقة بصيغة المؤنث وليس المذكر كما هو معروف لديهم ولدى غيرهم من الناس وقال إن الإعلام المصري هو الوحيد الذي يصف السودان بصيغة المؤنث، والحقيقة أنني تعجبت جدا من هذا التعليق من الأخ الكريم، خصوصا أنني لم أقصد الإساءة على الإطلاق، ولا أدري إذا كان الإعلام المصري يقوم بتأنيث السودان بقصد الإساءة أو بحسن نية وعلى سبيل التعود، خصوصا أن لفظة مصر هي أيضا مؤنث، ولكن ما يؤكد حسن نيتي أيضا أنني أنثى وأفتخر بأنوثتي ككل النساء ولا أعتبر الأنوثة عارا أو نقصا كما يرى أخي القارئ السوداني.
هل الدول ذات الأسماء المذكرة لها ميزة واعتبار على الدول ذات الأسماء المؤنثة؟ وهل هناك من يهتم بقضية مثل هذه سوى العرب؟
لا أعتقد أن تذكير اسم الدولة أو تأنيثه يمثل شيئا أو يضيف أية ميزة، وأرى أن الاهتمام بقضية المذكر والمؤنث في هذا الأمر مسألة تدعو إلى الضحك.
لا تكن هكذا منحازا للذكورة أيها الأخ العزيز، خصوصا أن معظم الدول القوية المتقدمة لها أسماء مؤنثة، فأميركا أنثى وبريطانيا أنثى وفرنسا وألمانيا وروسيا، كما أن الدول العربية الكبيرة أيضا لها أسماء مؤنثة، مثل السعودية ومصر وسوريا، مع كل الاحترام طبعا للدول صاحبة الأسماء المذكرة.
ولا تنسى أيضا أيها الأخ أن الأشياء الجميلة في الكون كلها أنثى، فالوردة أنثى والزهرة أنثى والشمس أنثى، ولا تنسى أيضا دور الأنثى في الحياة ولا تنسى قول المتنبي في وصف شقيقة سيف الدولة الحمداني:
وما التأنيث لاسم الشمس عيب
ولا التذكير فخر للهلال
ولو أن النساء كمن فقدنا
لفُضلت النساءُ على الرجال
الأنوثة ليست عارا يا أخي والبطولة ليست حكرا على الرجال، فكما أن هناك رجال متفوقون، هناك نساء متفوقات، وإذا كانت النساء مغبونات ومستضعفات وغير متفوقات، فمعنى ذلك أن المجتمع الذي يعشن فيه مجتمع متخلف يقدس الرجل!.