وفاة مرسي

وفاة مرسي

بثينه خليفه قاسم

19 يونيو 2019

 

وفاة مرسي

 

تابعنا قبل أيام قليلة نبأ وفاة الرئيس المصري السابق محمد مرسي وهو ماثل أمام المحكمة يحاكم بتهمة التخابر مع دولة قطر ومع حركة حماس الفلسطينية.وقد حدثت الوفاة عندما طلب الرئيس الراحل الكلمة أمام المحكمة التي وافقت على طلبه وتحدث مرسي بانفعال ثم سقط مغشياً عليه وفارق الحياة .

 

وقد كنت أعتقد عندما تلقيت النبأ أن وفاة مرسي وهو بحالة صحية جيدة وهو يتحدث بصوت عال أمام المحكمة سيجعل الأمور أكثر هدوءا لدى جماعة الاخوان في ظل حالة الشد والجذب التي تسود المشهد في مصر بين أنصار الجماعة الارهابية وبين شرائح كثيرة في المجتمع المصري الذي ضاق ذرعا بهذه الجماعة وبمؤيديها بعد أن أصبح في كل بيت مصري شهيدا من الجيش أو من الشرطة .

 

لم تمر الأمور كما تخيلنا  أو كما تمنينا ،فقد تابعنا معارك رهيبة وحربا الكترونية شرسة على وسائل التواصل الاجتماعي بين الجيوش الاليكترونية التابعة لجماعة الإخوان وبين عدد كبير من المصريين .وقد شارك في هذه الحرب التي دارت رحاها على الفيسبوك وتويتر شخصيات مشهورة ورؤساء دول مثل أمير تنظيم الحمدين والرئيس التركي رجب طيب اردوغان.

 

وقد وصل التطرف في التعامل مع هذا الموقف مداه من كلا الجانبين المؤيد والمعارض ،فقد قام أنصار مرسي بإطلاق وصف شهيد عليه وقام الطرف الآخر باستدعاء الشهداء الذين سقطوا من الجيش والشرطة في مصر على أيدي إرهابيين تابعة لجماعة الإخوان واحتدم الموقف الى اقصى مدى من خلال المنشورات والردود التي تناولت وفاة مرسي .

 

اذا كان الموت الذي هو نهاية كل حي قد حسم المسألة ،فلماذا الفتنة ولماذا  كل هذه العداوة وكل هذا الاحتقان الذي رأيناه ؟

 

جماعة الإخوان التي ارتكبت كل هذه المجازر في مصر تصر على استخدام فكرة المظلومية واستخدام الأشخاص والمناسبات في صناعة تاريخ من هذه المظلومية واستخدام هذا في استقطاب الأعضاء والمحافظة على بقاء الجماعة وتماسكها !

 

فلماذا التجارة بالموت ؟ولماذا الاصرار على اختراع الشهداء اذا كانت الجماعة قد مارست هذا الكم من القتل وسفك الدماء ؟