في ظل ما يعانيه العراق من انهيار ومذابح وتشرد للملايين من الأسر بسبب الطائفية المقيتة التي أنتجتها الحكومات العراقية الموالية لإيران، فاجأتنا الخارجية العراقية ببيان لا معنى له ولا قيمة حول الحكم القضائي الصادر بحق المواطن البحريني علي سلمان، حيث تضمن البيان العراقي كلمات غريبة وتهديدات مبطنة من نوعية أن هذا الحكم سيعرض استقرار البحرين والمنطقة للخطر.
وكأن العراق، بما يعيش فيه من بلاء وإرهاب وفساد، في وضع يسمح له بتهديد أو حتى إعطاء دروس لغيره من الدول.
هذا الموقف العجيب من الخارجية العراقية يؤكد ثلاثة أشياء، الشيء الأول هو أن الحكومة العراقية حكومة طائفية بشكل كامل والدليل على ذلك أنها تدخلت في شؤون البحرين وأساءت للقضاء البحريني النزيه لمجرد أن المحكوم عليه رجل شيعي وليس سنيا، وهو أمر مؤسف للغاية، فمنذ متى والخارجية العراقية تعلق على حكم قضائي صادر بحق مواطن بحريني؟
والشيء الثاني هو أن العراق أصبح دولة تابعة لإيران في كل شيء، حيث التطابق الكامل في المواقف بين الدولتين تجاه كافة قضايا المنطقة خصوصا الشأن البحريني والسعودي، وأن الحكومة العراقية لا تفعل شيئا إلا بإذن الولي الفقيه.
أما الشيء الثالث الذي يؤكد عليه بيان الخارجية العراقية، فهو ضياع الحياء السياسي نهائيا وتسمية الأمور بغير أسمائها، فكيف لدولة تسمح بذبح مواطنيها، وتقوم بتسليح مليشيات إجرامية لتصفية أبناء طائفة أخرى،أن تتحدث عن حكم قضائي بحق مواطن من دولة أخرى؟
حكومة العراق لابد أن تلتفت إلى مشكلاتها الداخلية ولابد ان تراجع سياساتها الطائفية التي جرت الوبال على العراق وأخذته في طريق التقسيم والتحلل، بدلا من التدخل في شؤون غيرها من الدول، وبدلا من السعي لإشعال الطائفية لدى غيرها من دول المنطقة.
فكل ما حدث في العراق، منذ الاحتلال الأميركي له، ومنذ مجيء الطائفيين الذين دخلوا على ظهور الدبابات الأميركية، هو من صنع الطائفية ومن خطط المخابرات الإيرانية والحرس الثوري الإيراني الذي أشرف بشكل مباشر على ذبح العلماء السنة سعيا لإنهاء الوجود السني في العراق وتحويل من يبقى إلى أقلية مهمشة مثل عرب الأحواز.
لقد ذكرتنا الخارجية العراقية بمقولة إن “قتل رجل في غابة جريمة لا تغتفر، بينما قتل أمة بكاملها مسألة فيها نظر”، أو بالذي قتل الحسين وراح يسأل هل دم البرغوت حلال أم حرام!
تثورون على سجن شخص بحكم قضائي له حيثيات مدونة، وأنتم الذين قتلتم وسكتم عن قتل وتشريد واغتصاب الملايين في بلدكم؟.