هيومان رايتس ووتش والبحرين

هيومان رايتس ووتش والبحرين

الذي يتابع تقارير وأنشطة منظمات حقوق الإنسان التي ولدت في الغرب، يشعر وكأن هذه المنظمات قد تكونت خصيصا من أجل العرب والمسلمين دون غيرهم.
فهي دوما تصدر تقارير سيئة على الدوام عن الدول العربية والاسلامية وتغض الطرف عن أماكن كثيرة في العالم، وكأن سوانا من الشعوب يعيش في اليوتوبيا.
يبدو أن هذه المنظمات ذات النشأة الغربية لديها قوالب جامدة وأحكاما مسبقة عن شعوب معينة، خاصة العرب والمسلمين، فهي تتأثر دون شك مهما كانت نزاهتها بالأدبيات الغربية التي تشوه العرب وتظهرهم همجيين متخلفين، ولذلك فهي تفترض صحة كل ما يقال ضد أي حاكم عربي أو جهاز أمن عربي، طالما أن الطرف الآخر الذي تتبنى هذه المنظمات قضيته قد قال ذلك.
ولكن تقارير وبيانات منظمات حقوق الإنسان، من وجهة نظري، ليست صحفا مقدسة لا يجوز التشكيك فيها،والذين يعملون بهذه المنظمات ليسوا أنبياء معصومين لا ينطقون عن الهوى.
هم بشر مثلنا يخطئون ويصيبون وبهم ما بنا من ضعف بشري يجعلهم في بعض الأحيان غير موضوعيين في حكمهم على الأمور، ويجعلهم قابلين للتضليل في أحيان أخرى.
ومنظمة هيومان رايتس ووتش، مع احترامنا لما تقوم به من جهود على مستوى العالم، هي كغيرها من المنظمات التي تبدأ في حكمها على الأمور بالبند ثانيا وليس البند أولا، لأن مهمتها التي قامت من أجلها هي تبني قضايا المحبوسين على ذمة قضايا معينة والدفاع عنهم والسعي لإطلاق سراحهم.
هيومان رايتس ووتش يشغلها أن يعلن هذا المحبوس أو ذاك أنه سيضرب عن الطعام، ولا يشغلها أبدا السبب الذي تم بموجبه حبسه، حتى لو كان هذا الشخص قد ارتكب جناية تتعلق بالأمن القومي لبلده.
هذه ليست محاولة لتشويه هذه المنظمات بدون وجه حق، ولكنها دعوة لوضع الأمور في نصابها الصحيح والتعامل مع هيومان رايتس ووتش وغيرها بما تستحقه والتوقف عن تقديس أي نشاط بشري مهما كانت الجهة التي تنتج هذا النشاط.
هيومان رايتس ووتش، وغيرها، يستفيدون من تلك القداسة التي ألبسناهم إياها نحن العرب، معتقدين أن كل ما يأتي من الغرب هو الحق والحقيقة والسعادة التامة لبني الإنسان.
ماذا بقي إذا كانت هيومان رايتس ووتش – وهي على أرض البحرين – تتهم البحرين بالتضييق على أنشطتها فيها؟.
كيف يستقيم هذا وأنتم على أرض البحرين تبرزون عيوبها وتضخمون وتتجاهلون كل ما تحقق فيها من إنجازات، وتتجاهلون تقريرا أصدرته لجنة مهنية محترمة عن البحرين وهي لجنة تقصي الحقائق التي طلبتها القيادة البحرينية لتقييم الوضع في البلاد، ثم أصغت جيدا لما أوصت به هذه اللجنة ونفذت معظمه؟.