إلى أي مدى يشعر قادة الخليج بالخطر في هذه الأيام؟وهل ما نشعر به كمواطنين خليجيين من مخاوف موجودة لدى القادة أم لا؟
هذا السؤال بات يزورنا كثيرا هذه الأيام العصيبة التي تعيش فيها الأمة العربية من شرقها لغربها،خاصة وأن ما جرى ويجري في هذه الدول بدأت تظهر له علامات مرعبة، فالإسم ثورات سلمية ولكن النتائج لم تكن أبدا كما تصورناها وكما أرادتها شعوب هذه الدول.
ذهبت السكرة وجاءت الفكرة وأصبحت الشعوب التي أسقطت أنظمتها تعيش في أوضاع اجتماعية واقتصادية وأمنية أسوأ من الأوضاع التي كانت تعيش في ظلها قبل إسقاطها لها.
ليست هذه مبالغة أو محاولة للإساءة للثورات ولكن هذا ما نراه بأعيننا ونسمعه بآذاننا،وقد رأينا كيف هتف متظاهرون في بعض المدن المصرية باسم الرئيس حسني مبارك بسبب الأوضاع السيئة التي باتوا يعانون منها.
أسوأ ما نتج عن سقوط الأنظمة العربية التي سقطت حتى الآن هو بروز النزعات الطائفية والعرقية والقبلية،يستوي في ذلك الأنظمة التي سقطت نتيجة ما سمي بالثورات أوتلك التي أسقطها الاحتلال.
وكأن الأنظمة المستبدة التي سقطت كانت هي السد المنيع أمام بروز هذه النزعات التي تغذت على مساحة الحرية التي اتسعت بعد سقوط هذه الأنظمة وراحت تطالب بميزات ومطالب وتمارس العنف في ظل رخاوة الدولة بعد سقوط النظام القديم وظهور النظام الجديد الذي أتت به الثورة.
الحديث عن تقسيم الدول التي سقطت أنظمتها نتيجة ما أطلق عليه ثورات أصبح حديثا روتينيا من قبل النخبة في هذه الدول،وكأنهم يستعدون لما هو قادم.
فهل نحن في انتظار سايكس بيكو جديدة أداتها هذه الثورات التي نتجت عن أوضاع اجتماعية واقتصادية سيئة في هذه الدول؟
لكن السؤال الذي يشغلنا نحن أبناء الخليج هو:ماذا يراد لنا نحن خلال الأيام القادمة؟ وهل هناك شيء يحاك لنا في الخفاء لكي نصبح كغيرنا من الدول التي تم تجريفها باسم الثورة؟أم أننا كعرب دائما متأثرون في تفكيرنا وتحليلاتنا بنظرية المؤامرة؟
ولكن مهما كان الأمر،فيجب علينا في الخليج العربي،شعوبا وحكومات أن نكون مستعدين لمواجهة الأخطار،وأن نسعى لإتمام وحدتنا الخليجية،فالاتحاد الخليجي سيكون هو الأداة الأكيدة لتحصيننا من مصير غيرنا من الدول.