هل تأخذ الوفاق الدرس الذي تستحقه؟

هل تأخذ الوفاق الدرس الذي تستحقه؟

ما هي خطة التحرك المستقبلية لجمعية الوفاق، إذا كانت ستقاطع الانتخابات القادمة؟ لا شيء بالطبع سوى الاستمرار في التحريض على العنف والسعي الدؤوب لضرب استقرار البحرين، وهذا ليس بجديد على هذه الجمعية التي تفعل الشيء ونقيضه .
فقبل أن تقبل بشروط اللعبة السياسية في البحرين وتدخل انتخابات العام 2006، كانت تدعو إلى العنف وتمارسه،وبعد أن قبلت بشروط اللعبة ودخلت الانتخابات وحققت أكثر مما حلمت به كانت أيضا تمارس العنف وتدعو إليه،ولكن بأساليب مختلفة، حيث اعتمدت على تكنيك آخر في ذلك وهو توزيع الأدوار، بمعنى أنها تركت مهمة العنف لحركة حق التي انشقت عنها ظاهريا كنوع من الخداع.
وعند لحظة معينة زال الفرق بين “الوفاق” “وحق” من جديد، عندما ظنوا أنهم أصبحوا أسياد هذه اللحظة، وأن ساعة الصفر قد دقت قبل موعدها، بموجب الأحداث التي وقعت في دول عربية أخرى، فذهب الجميع إلى الدوار للمشاركة في تدشين الحلم.
والخلاصة أن جمعية الوفاق ستظل جمعية تأزيم، ولن تشارك يوما بإيجابية في صنع التغيير أو إنجاز الإصلاح،لأنها لا تريد الإصلاح ولا تريد التغيير ولكنها تريد الانقلاب، وشتان ما بين الإثنين.
الوفاق قاطعت الانتخابات في 2002 لكي تصنع أزمة، ولكي تبين للعالم أن ثمة أزمة وصراعا في البحرين، وأن الطائفة الشيعية مضطهدة، وعندما خاضت انتخابات 2006 كانت تريد أيضًا أن تصنع أزمة وتمارس نوعا من التشويه عن طريق لعب دور الضحية اعتقادًا منها أن الانتخابات سيتم تزويرها، وبالتالي تجد مبررا جديدا للصراخ في وسائل الإعلام، ولكن لسوء حظهم لم يتم تزوير الانتخابات، بل حدث أن حصلت الجمعية على أكثر مما توقعته وطنطنت به مسبقا.
وعندما دخلت انتخابات 2010 رفعت سقف توقعاتها حول ما يجب أن تفوز به من مقاعد في هذه الانتخابات،وتحقق لها أيضا أكثر مما أرادت، ولم يتم تزوير الانتخابات.
وبناء على ما تقدم فشلت الوفاق ومن ورائها في توظيف العملية الانتخابية في لعب دور الضحية وتشويه صورة المملكة في الخارج، والخلاصة أن الوفاق ستظل تبحث عن الملعب الذي يمكنها من صنع أزمة وليس الملعب الذي تشارك مع غيرها من خلاله في صياغة المستقبل وتنفيذ الإصلاحات التي تضمن الوئام وتضمن السلام والاستقرار للجميع.
فهل سيظل أبناء الدوائر التي تهيمن عليها الوفاق انتخابيا يصدقون ما تقدمه لهم من مبررات في كل مرة تشارك فيها وفي كل مرة تقاطع فيها، أم أن ألاعيبها قد أصبحت مكشوفة وأن الجماهير باتت تفهم أن الوفاق معنية بشيء آخر غير مصالحها ومطالبها الاجتماعية والمعيشية؟
وهل سيقبل أبناء هذه الدوائر أن يظلوا تحت هيمنة الوفاق دون غيرها، حتى وإن تضررت مصالحهم، أم أنهم سيعطونها الدرس الذي تستحقه وسيشاركون في البرلمان المقبل، ناخبين ومرشحين، بنفس الحماس، ويتركوها لمخططاتها وارتباطاتها الخارجية؟