بثينه خلبفه قاسم
٨ ديسمبر 2019
هل انتهى دور المكتبة المدرسية؟
عندما تجلس في أي مكان أن تركب في وسيلة مواصلات عامة أو تجلس في مقهى تجد الكل منكبا أو لتقل متوحدا تماما مع هاتفه النقال منفصلا عن كل ما يدور حوله في العالم وتجد الانفعالات ترتسم على وجه كل شخص وهو يكتب على التطبيقات الخاصة بوسائل التواصل الاجتماعي ،فهذا يبتسم وهذا يقطب جبينه وهو متفاعل مع العالم الافتراضي ومنفصل تماما عن العالم الحقيقي .
اما مشهد القراءة المتأنية في الكتاب الورقي فقد اختفى من العالم كما اختفى الغول والعنقاء والخل الوفي .
لم نعد نرى شخصا في أي موضع من المواضع التي ذكرناها وهو يقرأ كتابا ورقيا،الا المنتمين إلى جيل الخمسينات والستينات من القرن الماضي .
كل شيء أصبح الكترونيا في الجيل الحالي وأصبح الكتاب في أيدي تلاميذ المدارس شيئا من الماضي ،فهم يتعاملون مع كتاب المدرسة فقط لأنه مفروض عليهم ،اما ما عدا ذلك فهم يقومون بكل أنشطتهم على هواتفهم النقالة .
فهل انتهى دور مكتبة المدرسة التي كانت يوما ما ركنا ركينا في العملية التعليمية التي خرجت أجيالا من العظماء؟
يقول كثير من الخبراء والمثقفين أن وسائل الاتصال الحديثة رغم هيمنتها الكبيرة على عملية القراءة والاطلاع ،الا انها لا تكفي وحدها في تحصيل المعرفة ،وأن الكتاب الورقي لابد أن يستمر ولابد من الاهتمام بالمكتبات المدرسية جنبا إلى جنب مع وسائل الاتصال الحديثة وأنه لا يمكن أن تلغي إحداهما الأخرى .
يقول الناقد السعودي الدكتور عبدالله الغذامي أن المكتبة المدرسية مؤشر على علاقة الدروس بالكتب وأن الكتب لم يعد لها جليس سوى الغبار بسبب احساس الطلاب بعدم حاجتهم للكتب واحساسهم أن الدروس التي يتلقونها ليس لها علاقة بالكتب لأن التعليم أصبح مذكرات فقط.
فهل من سبيل لإعادة العلاقة بين الطلاب وبين الكتب وبين القراءة المتأنية التي انتهت في عصر تكنولوجيا الاتصال التي جعلت كل شيء يتم بسرعة وجعلت الطلاب منكبون على هواتفهم بما يشبه الادمان ؟