بثينه خليفه قاسم
12 أبريل 2019
هل اقتربت نهاية حكم أردوغان
جرت العادة أن الأحزاب المعارضة هي التي تخاف من تزوير الانتخابات وتقوم بالتشكيك في نتائجها وقد تقوم أحيانا بتوجيه الاتهامات للحكومة أو للحزب الحاكم مقدما من قبل أن تجرى العملية الانتخابية من الأساس.
ولكن في تركيا انقلبت الأوضاع ،فبعد الهزيمة المدوية غير المتوقعة لحزب أردوغان في الانتخابات المحلية في تركيا ،وجدنا أن حزب العدالة والتنمية الذي يتزعمه أردوغان هو الذي يرفض نتائج الانتخابات ويشكك فيها ويماطل في العالم في اعلان هزيمته على الجماهير .
لم يتخيل أردوغان وحزبه أن يحدث هذا على الاطلاق ،وبخاصة في مدينة إسطنبول الكبيرة، التي هي مدينة أوردوغان والتي شهدت ميلاده السياسي والتي عمل رئيسا لبلديتها من قبل .
ولكن لابد أن تكون هذه هي النتيجة الحتمية لسياسات أردوغان والانهيار الاقتصادي الناتج عن هذه السياسات التصادمية لأردوغان ،ليس فقط مع أوروبا وأمريكا ولكن مع الدول العربية الكبيرة مثل السعودية التي خسر أردوغان استثماراتها بسبب سياساته العدائية تجاهها .
لم يعد امام أردوغان سوى المضي قدما في سياسة القبضة الحديدية التي بدأها والتي أحدثت غضبا لدى فئات عريضة من الشعب التركي ،خاصة الاعتقالات التي طالت الآلاف وتسريح الضباط والموظفين المدنيين بحجة الانخراط في المؤامرة .
الواضح حتى الآن أن أردوغان سيمضي في طريق تزوير الانتخابات سيرا وراء الجناح المتشدد في حزبه الذي يرفض هذه النتائج ويطالب بالغائها ،حيث أن النتيجة في كل الأحوال واحدة بالنسبة له ،فالغضب والرفض الجماهير له ولحزبه قد وصل مداه،سواء قام بالتزوير أو لم يقم ،أخذا في الاعتبار أن خيارات أردوغان الاقتصادية ليست كثيرة ،ولم يعد أمامه سوى المزيد من الطمع في المال القطري الوفير لكي يستعيض به عن الاستثمارات السعودية التي فقدها .
فهل سيستطيع أمير تنظيم الحمدين أن يقدم المزيد من أرصدة الشعب القطري لصديقه الوحيد أردوغان ،أم أنها نهاية حكم حزب العدالة والتنمية في تركيا ؟