عندما قرأت عمود الزميل محميد المحميد يوم الخميس 30/ 7 في جريدة أخبار الخليج ، الذي كتبه عن المدعو عبدالباري عطوان ، أحسستُ بنوع من الغيرة.
فهذا الرجل – أقصد عدوان – دائماً يؤدي إلى استفزازي من خلال خطبه النارية التي يمارسها في بعض الفضائيات ، فلطالما يُضبط متلبساً بتحويل التراب إلى ذهب وبتحويل الأقزام إلى عمالقه ، وهو ما شاء الله قدير ويملك حنجرة يمكنها أن تشوش على صوت الأذان ، فكما قال الشاعر أحمد فؤاد نجم “ صوته أعلى من الأذان، يسمعوه المسلمين والتتر والتركمان”.
وكلما ارتفعت النبرة وتعددت طبقات الصوت كلما أيقنا أن هناك خبطة دولارية معتبرة!
أمثال هذا الرجل هم أسباب تخريب الوحدة الفلسطينية والإساءة إلى رموزها وزرع الشقاق بين الفصائل الفلسطينية ، فهو من جماعة المتباكين من بعيد لبعيد على اطفال فلسطين ، بينما أطفاله منعمين في لندن يدرسون في أرقى المدارس ، و”الأشيا معدن”
تابعوه عندما يتحدث عن أي قضية ستجدوه دائماً مهاجماً لطرف عربي، حتى ولو كان يتحدث عن ثقب الأوزون أو الأمطار الحمضية أو عن مأساة الهنود الحمر، ولأنه يدمن الهجوم والتلطيخ بالحق وبالباطل فقد أصبحت حتى ملامح وجهه تنطق بهذا.
هذه المرة أضله الله على علم فقرر أن يجرب حظه مع البحرين التي لم تكن يوماً إلا وفية ومعطاءة للقضية الفلسطينية ، أطفالها قبل نسائها ، قبل رجالها . فهل جاء الدور على البحرين لكي يخصها السيد عدوان ببعض من عباراته الممجوجه؟
الحمدلله يا سيد عبدالباري
( عطوان) أن ولي عهد البحرين ليس لديه ما يخفيه لا في الماضي ولا في الحاضر، ولذلك فهو ليس في حاجة إلى أبواق تتحدث عنه.
البحرين جمعت ما جمعته في وضح النهار وأوصلته إلى مستحقيه المرابطين تحت النار أيضاً في وضح النهار أمام الدنيا كلها.
ليس هناك مبرر لما أقدم عليه الأخ عبدالباري (عطوان) سوى أن الأحوال ليست على ما يرام في ظل الأزمة المالية وانهيار الشركات وأنفلونزا الخنازير.
ناهيك عن أنه لا توجد أحداث ساخنة يمكنه الاستفادة منها في الوقت الحالي ليرفع طرفاً ويخفض آخرا، فهو لا يجد مدخلاً جيداً يتعامل من خلاله مع أحداث الداخل الإيراني ، أو ربما لم يتم دعوته للحديث عن هذا من خلال القنوات التي تحب حنجرته المدوية ارتفاعا وانخفاضا كالقطار الذي كان يعمل بالفحم في القرن الثامن عشر!
الأخ عبدالباري ربما لم يجد ما يقوله عن القضية الفلسطينية التي يعيش ويغتني في ظل بقائها بدون حل، خاصةً في ظل حالة التلوث التي أصابت القضية الفلسطينية بفضل النفخ المستمر لأمثاله في نار الشقاق الحالي، وطالما أن القضية في حالة سيئة ، فهي ليست في حاجة إلى المزيد من النفخ في الوقت الحالي.