نورا السوادنية.. قاتلة أم ضحية؟

نورا السوادنية.. قاتلة أم ضحية؟

15 مايو 2018

نُشر هذا العمود في صحيفة الراكوبة السودانية الإلكترونية في 12 مايو 2018، وحظي بنسبة مشاهدة فاقت الـ 14409 ، فشكراً لكافة قرائي الكرام في السودان الشقيق..

نورا السودانية ..قاتلة أم ضحية ؟

 

مأساة نورا الفتاة السودانية شيء يسيء إلى المجتمع السوداني ويسيء الى كل العرب ويبصق في وجه البشرية كلها.نورا في نظر القضاء السوداني مجرمة ولذلك حكم عليها بالاعدام ،والقضاء لا يلام ،فالقاضي يحكم باليقين ولا يحكم بالظن والتخمين.

 

فنورا قتلت زوجها،هذه حقيقة،والقضاء حكم بنص القانون وبتوافر الأدلة الكاملة على انها هي القاتلة.

القضاء لم يشغل نفسه بالأسباب التي دفعت نورا الى قتل زوجها حتى لو كان السبب هو قيام زوجها باغتصابها ،او لنقل قام بأخذ حقه الشرعي منها بالقوة مستعينا بأهله وذويه  الذين قام بعضهم بتثبيت صدرها،وقام البعض الأخر بتثبيت قدميها !وعندما حاول الزوج في المرة التالية أن (يحصل على حقه) مرة أخرى دون أن يكون معه مساعدوه الذين عاونوه في المرة الأولى ،قامت نورا بطعنه حتى الموت.

 

مرحى! مرحى ! أيها الزوج ..مرحى مرحى! أيها المجتمع،نورا هي القاتلة أمام القاضي،ولكنك أيها المجتمع القاتل الحقيقي،فنورا ضحية للجهل والخرافات ولمباديء المجتمع الذكوري الذي يعتبر المرأة بهيمة تساق الى قدرها دون أن يكون لها حق المقاومة.

 

نورا أجبرت على الزواج من رجل لا تريده زوجا لها،فمن العار ان ترفض ما يراه وليها،وفق عادات المجتمع الذكوري ،ثم أجبرت على معاشرة رجل لا تحبه كما تجبر البهيمة بحضور ومساعدة أهل ( الزوج )، وشعرت أنها لا آدمية ولا كرامة لها،فثارت ضد عادات وقيم بالية يرفضها الدين وترفضها الفطرة السليمة،فقتلت الرجل وبصقت في وجه البشرية كلها.

زبدة القول: الرجل الصح هو الرجل الذي إذا قالت له المرأة لا أريدك ،قال لها ” ألف لا أريدك “.الى اخواني السودانيين قراء الراكوبة ..هذا النقد ليس موجها للمجتمع السوداني وحده،ولكنه موجه لكل المجتمعات الذكورية في بلاد العرب وغيرها ،وأنا اتحدث عن نورا هنا كإنسانة وليست كمواطنة سودانية ..فأغمدوا سيوفكم يرحمكم الله.