17 مايو 2018
نقل السفارة الأمريكية للقدس
أدى افتتاح السفارة الأمريكية في القدس قبل يومين إلى حالة من الاستياء العارم لدى الجماهير العربية والإسلامية،وقامت الغالبية العظمى من جماهير الأمة كعادتها بممارسة جلد الذات وترديد عبارات الإحباط المألوفة عن ضعف وهوان الأمة العربية بين الأمم .
والشيء الأمر في هذا المشهد المليء باليأس والإحباط أن قوات جيش الاحتلال الإسرائيلي،لم تسمح للفلسطينيين بمجرد التظاهر تعبيرا عن غضبهم من هذا القرار ،وارتكابها لمذبحة جديدة في غزة ،وكان إسرائيل ومن خلفها ترامب تبعث رسالة كراهية للمسلمين مع قدوم شهر رمضان .
هذه اللحظة التاريخية العصيبة التى تمر بها العربية هي لحظة ذهبية بالنسبة لإسرائيل التي تستغل حالة التشرذم والضعف العربي لكي تغتصب المزيد من الأرض العربية ولكي ترسخ سياسة الأمر الواقع التي يساعدها ترامب على تحقيقها وتوسع الفجوة بين الحديث عن السلام وبين الواقع الموجود على أرض الواقع.
ومهما قال لنا بعض فقهاء السياسة والقانون الدولي أن ما قامت به إدارة ترامب ليس له قيمة من الناحية القانونية وأنه قرار أحادي لا يثبت أي حق لإسرائيل في هذه،ومهما قال لنا ترامب أن مصير القدس سيتقرر في محادثات الوضع النهائي ولا علاقة لقرار نقل السفارة بمصير المدينة المقدسة،فنحن لا نصدق شيئا من هذا ،لان الواقع والتاريخ يؤكدان أن كل القرارات والقوانين لا قيمة لها وأن الشيء الوحيد هو الوضع الموجود على الأرض.