الشيخ خالد بن أحمد آل خليفة وزير الخارجية البحريني دعا في كلمته في المؤتمر الدولي المقام في باريس حول العراق إلى القضاء على كل الجماعات الإرهابية في المنطقة التي نعيش فيها، بما فيها حزب الله اللبناني، وقال إن هذا الحزب أشد خطورة من تنظيم داعش نفسه.
بكل تأكيد حزب الله اللبناني أشد خطورة من تنظيم داعش لأسباب عديدة، فلو عقدنا مقارنة بين نشأة كل من هاتين الجماعتين الإرهابيتين وما فعلته كل منهما خلال تاريخها لوجدنا الفرق شاسعا بينهما، فداعش ليست أكثر من فيروس تم تخليقه في معامل دولة كبرى لكي يقض مضاجع المنطقة العربية والإسلامية ولكي يتم من خلاله تبرير سياسات وتدخلات مستقبلية في شؤون دول المنطقة إلى جانب رغبة هذه الدولة الكبرى في اختراع عدو كاستراتيجية ثابتة لديها في إدارة سياستها الخارجية، فهي التي خلقت الفيروس في معاملها وهي التي ستوفر الدواء الذي يقتله وتنال على ذلك الشكر من بقية العالم.
وما فعلته داعش من قتل وتخريب خلال تاريخها القصير لا يصل بأي حال من الأحوال إلى ما قام به حزب الله من تخريب ومن فتنة وشق للصفوف.
حزب الله ليس مجرد فيروس أنتج من أجل هدف مؤقت، ولكنه كيان سرطاني زرع في جسد الأمة العربية من أجل إبقائها في صراع دائم وفتنة لا تنتهي.
حزب الله هو كيان مصغر من دولة إيران، حيث به كل مكوناتها وملامحها ويقوم بنفس ما تقوم به تجاه الدول العربية، وليس مجرد حزب يتلقى تمويله وتوجيهاته منها.
لكن الفرق الواضح بين حزب الله وبين داعش أن الأول يتبنى فكرة “أنا لا أكذب ولكني أتجمل”، فهو قادر على اختراع الأسباب الأخلاقية التي تبرر وجوده الشاذ كدولة داخل دولة، ونجح حتى وقت قريب في إقناع الكثير من البسطاء أنه هو دون سواه المقاومة التي تقوم بمحاربة إسرائيل، ونجح بدرجة ما في إقناع هؤلاء البسطاء بأن ما حققه في العام 2006 كان انتصارا ساحقا على الجيش الصهيوني رغم انه سبب خرابا لا مثيل له لدولة لبنان ومقدراتها.
ولم ينكشف حزب الله لدى عامة الناس إلا بعد الجرائم التي ارتكبها ضد الشعب السوري تنفيذا للأوامر الإيرانية وتحقيقا لمصلحة إيران في المنطقة. أما داعش فليس لديها أية قدرة على التجمل وممارسة السياسة جنبا إلى جنب مع الحرب والتخريب، فالمنتمون إليها مجموعة من الأغبياء الذين لا يفهمون دينا ولا سياسة ولا يعرفون اليد التي تحركهم من بعيد وتستخدمهم في إظهار الإسلام والمسلمين في أسوأ صورة وفي تمزيق المنطقة العربية.