أحسنت قناة العربية وهي تعرض مشاهد قديمة لحسن نصر الله رئيس حزب الله (اللبناني) وهو يطالب فيها بتحويل لبنان إلى دولة تابعة لإيران مع إلغاء اسم لبنان بالكلية على اعتبار أن كلمة لبنان لن يكون لها معنى طالما أصبح لبنان فرعا من فروع إيران تماما مثلما تفعل الشركات العابرة للقارات.
شيء جميل أن تعرض العربية ما قاله نصر الله منذ سنوات طويلة عن انتمائه الذي لا يتزعزع للولي الفقيه الإمام الخميني وعدم ولائه لأي شيء آخر، فهذا أبلغ رد يمكن استخدامه في مواجهة حالة الانفعال والعصبية الشديدة التي أصابت نصر الله وجعلته يلجأ إلى مفردات الشتيمة الرديئة ضد المملكة العربية السعودية ويتحدث باسم الشعب اليمني وكأنه لا يرى كيف رحب الشعب اليمني بعمليات عاصفة الحزم، بعد أن ظن أصحاب المشروع الحوثي أنهم اقتربوا من تحقيق الحلم وإسعاد الولي الفقي.
نصر الله فقد أعصابه بعد الصدمة الكبيرة التي تلقاها وبعد أن كذبت كل حساباته، فقد كان يظن أن العرب قد انتهت صلاحيتهم وأن المشروع الإيراني في اليمن تحقق وأن الظروف التي تمر بها الأمة تجعلها غير قادرة على مواجهة أي من مشاريع الخيانة.
الصراخ على قدر الألم يا سماحة الشيخ، وحالة الهذيان التي تنتابكم الآن أمر طبيعي، فالضربة كانت شديدة،وأهم ما أنتجته هذه الضربة هو نزع الأغطية المقدسة عن جماعات الطابور الخامس التي تعيش على أرض العرب وتطعنهم.
الضربة نزعت ورقة التوت عن الذين أشبعونا كلاما عن المقاومة والبطولة ثم اضطروا في لحظة نادرة لأن يعلنوا طائفيتهم وتبعيتهم لإيران، مما يعد من أهم حسنات عملية عاصفة الحزم.
تخبط أصاب حسن نصر الله جعله يستخدم عبارات تبين حجم المأزق الذي يعيش فيه حاليا بعد أن أصبحت المزايدات القديمة منتهية الصلاحية ولم تعد تشنف آذان أحد، فكلامه وتقعيراته اللغوية يرد عليها من داخل لبنان قبل أن يرد عليها من خارجه، وضباط الحرس الثوري الذين تم القبض عليهم في اليمن يكذبون كل البكائيات التي يطلقها على شعب اليمن المظلوم.
المسألة بسيطة يا سماحة الشيخ وهي أن ينهي الحوثيون انقلابهم ويتركوا الرئيس الشرعي الذي انتخبه اليمنيون يمارس عمله، وهذا في الإمكان، خصوصا أن دولة وليكم الفقيه أعلنت استعدادها لاستخدام نفوذها لدى الحوثيين في إبرام اتفاق سياسي.
آن الأوان لكي يقول العالم الإسلامي كله لإيران وأذيالها: كفى عبثا بمقدرات الشعوب العربية.