القرار السعودي ومن بعده البحريني والإماراتي والسوداني بقطع العلاقات الدبلوماسية مع إيران هو أقل ما يجب خلال هذه المرحلة التي تجاوزت فيها إيران وأذنابها كل الخطوط الحمر في تعاملها مع دول الخليج العربي.
إيران تمادت في تدخلها في الشؤون الداخلية للدول العربية على مدار سنوات مضت وأعطت نفسها الحق في التحدث باسم مواطنين عرب في البحرين وفي السعودية وفي الكويت، فأساءت لنفسها ولهؤلاء المواطنين على حد سواء، ومع ذلك التزمت هذه الدول بضبط النفس ولم تتخذ أية إجراءات رادعة تجاه هذه التدخلات، ولكن أن يصل الأمر إلى هذا الحد من الهمجية التي رأيناها خلال الاعتداءات التي وقعت على مقر السفارة السعودية في طهران والقنصلية السعودية في مشهد، فلم يكن هناك رد أقل من قطع العلاقات مع هذه الدولة الساعية إلى الهيمنة على جيرانها.
الذين تمت محاكمتهم في المملكة العربية السعودية بتهمة الإرهاب هم مواطنون سعوديون تم الحكم عليهم من قبل قضاة سعوديين وقوانين تحكم كل المقيمين على الأرض السعودية دون استثناء لمذهب أو فصيل، فما شأن إيران وأذناب إيران؟
إذا كان هناك مواطن – أو غير مواطن – يعيش على الأرض السعودية ولا يريد أن تنطبق عليه قوانينها، فعليه أن يرحل عنها، فأرض الله واسعة، فليس هناك ما يرغم السعودية على أن تعفي فئة معينة من الخضوع لقوانينها، فلا قدسية لأحد مهما كان، فكيف تكون هناك قدسية للمجرمين والإرهابيين؟
ليس من حق إيران أن تدافع عن أي مواطن سعودي أو بحريني أو كويتي أو غيره بحجة أنه شيعي لأنها بذلك تتدخل بشكل سافر في شؤون غيرها من الدول من ناحية وتطعن في وطنية وولاء الشيعة العرب لدولهم من ناحية ثانية، وهذا الأمر الأخير يجب أن يتصدى له الشيعة العرب قبل غيرهم، مع استثناء الأحزاب والجماعات العميلة التي توالي إيران في العلن وتخون دولها التي تعيش على أرضها وتشرب من مائها مثل حزب الله وغيره من الجماعات التي لا توالي وطنا أو مذهبا سوى الولي الفقيه.
لابد أن يدرك الشيعة العرب على وجه الخصوص أن إيران بسياستها هذه تريد أن تجر جيرانها العرب نحو الحرب الأهلية التي تسيل خلالها الدماء العربية سنة وشيعة دون أن تسيل قطرة دم إيرانية واحدة، ثم تأتي هي لكي تحصد ثمار الخراب الذي تريد أن تجريه على أراضينا.
فهل يقبل الشيعة العرب الوطنيون أن يصبحوا حصان طروادة الإيراني الذي يستخدم في اختراق وضرب الأمن القومي العربي؟
لا يستبشرن أحد بأن إيران أصبحت موجودة هنا وهناك، في العراق، في سوريا، في لبنان واليمن، فهذا الوجود الإيراني لم ولن يجلب سوى الخراب، فطالما كانت الطائفية هي الأداة الايرانية المعتمدة فسوف يكون الحصاد مرا على الجميع.
لا حل للحالة التي أصبحنا فيها سوى صحوة عربية شاملة على مستوى الشعوب والحكومات، فلابد أن يقول الجميع لإيران: لا، بشكل واضح وصريح، وإلا ستكون الطائفية والمذهبية المقصلة التي ستقطع كل الرقاب.