قرأنا أن المجموعة العربية في الأمم المتحدة عقدت اجتماعا على مستوى السفراء المندوبين الدائمين لتناشد المملكة العربية السعودية بإعادة النظر في رفض عضويتها لمجلس الأمن!.
فلماذا هذا الاجتماع ومن الذي اقترحه؟ ومن الذي يشرح لنا معنى تقدير واحترام الدول العربية للقرار السعودي ثم مناشدة السعودية للعدول عن هذا القرار؟.
نحن بلاشك نعرف أن التعبيرات الدبلوماسية تختلف بدرجة ما عن المعاني القاموسية للكلمات المستخدمة، بل قد تختلف حتى عن المعاني المتداولة للمفردات لدى عموم الناس، ولكن رغم كل هذا يبقى السؤال مطروحا ويبقى الاستغراب موجودا بالنسبة لنا كأناس عاديين بعيدين عن كواليس وأسرار العمل الدبلوماسي.
هل دولة بحجم السعودية ورمزيتها لدى العرب والمسلمين يمكن أن تتخذ قرارا بهذا الشأن دون تدقيق أو دراسة كافية؟.
أنا شخصيا لا أعتقد شيئا كهذا، فهذه الأمور لا تدار هكذا، خصوصا أن السعودية قد حددت أسبابا وجيهة ومحترمة لرفضها هذه العضوية التي كانت ستنالها للمرة الأولى في تاريخها، وقد هللنا نحن أبناء البحرين وغيرنا من العرب بهذا القرار السعودي الذي يشفي غيظ قلوبنا إلى حد ما، ذلك الغيظ الناتج عن الإحساس بالظلم وعن سياسة الكيل بمكيالين التي تمارسها الدول الكبرى المهيمنة على مجلس الأمن.
وما الذي يدفع السعودية أن تتخذ قرارا ثم تعدل عنه؟ وما هو حجم المنفعة التي يمكن أن تعود عليها أولا وعلى العرب والمسلمين ثانيا إن هي عدلت عن هذا القرار؟ أم أن هناك أمورا تدخل في نطاق السرية التي لا يجب الإعلان عنها للناس؟.
فليتحمل أصحاب الصلة بهذه الأمور سذاجتنا، فنحن نريد أن نفهم ليس أكثر، وليقدموا لنا شرحا أو تبريرا لموقف المجموعة العربية ودعوتها للسعودية للعدول عن قرارها، خصوصا أن المندوب السعودي الدائم وعد برفع الأمور للقيادة السعودية.
فلربما هناك أمور أو مصالح خفية أو ضغوط غير واضحة يجب احترامها من قبل المجموعة العربية في الأمم المتحدة.
لا نقول هذا الكلام على سبيل النقد أو الاعتراض، ولكننا لا نفهم كيف يمكن أن تعدل السعودية عن قرارها وكيف للدول العربية أن تسعى إلى ذلك.
ومع كل الاحترام للمندوبين الدائمين للدول العربية في الأمم المتحدة وللدول التي أوفدتهم، بكل إخلاص وباسم الكثير من المغتاظين العرب من مجلس الأمن، نناشد المملكة العربية السعودية ألا تعدل عن قرارها الذي سبق وأعلنته لأن قرارها هذا نال استحسان الكثير من أبناء العرب والمسلمين.