من الذي يطلق الرصاصة الأولى؟

من الذي يطلق الرصاصة الأولى؟

بثينه خليفه قاسم

21 مايو 2019

 

من الذي يطلق الرصاصة الأولى

 

لا يزال العالم في حالة ترقب وانتظار للحرب الكبرى بين الولايات المتحدة وايران ،ولا تزال الحرب الكلامية على أشدها بين الطرفين ،ولا يزال قادة إيران يرددون أن الولايات المتحدة لا تستطيع مهاجمة إيران ،وأن جميع السفن الحربية الأمريكية في الخليج في مرمى النيران الإيرانية وأنه يمكن ضربها بالصواريخ المتوسطة المدى ذاتها .

 

ولكن السؤال الذي يشغل الجميع حاليا هو : من الذي سيقدم على اطلاق الرصاصة الأولى ؟

 

المنطق يقول أن الولايات المتحدة لن تكون صاحبة ضربة البداية ،لأن الولايات المتحدة هدفها هو تغيير السلوك الإيراني من خلال الحصار الاقتصادي الذي بدأ سريانه بالفعل والذي سيحرم إيران من تصدير مليون ومائتي ألف برميل من النفط يوميا ويضغط على الاقتصاد الإيراني الذي يواجه مشاكل جوهرية.

 

والنتيجة التي تريدها الولايات المتحدة من وراء هذا الحصار هي اجبار إيران على اتفاق اخر أكثر تشددا من اتفاق ٢٠١٥ الذي انسحب منه الرئيس الأمريكي ترامب .

 

اذن فمجرد الحصار يكفي لتحقيق الأهداف الأمريكية فيما يتعلق بالبرنامج النووي وبرنامج الصواريخ الباليستية وفيما يتعلق بالعربدة الإيرانية في المنطقة،وبالتالي فلا يتوقع أحد أن تكون الولايات المتحدة هي من سيفجر الوضع العسكري في الخليج .

 

فهل ستكون إيران هي البادئه بإطلاق الرصاصة الأولى ؟أعتقد أن إيران أيضا لن تقدم على هذا الخطوة لأنها تعلم جيدا كيف سيكون حجم الرد الأمريكي الذي سيكسرها ويجعلها تأتي طائعة الى المفاوضات وتقبل بكل الشروط الأمريكية .

فإيران تستطيع أن تشعل الحرب ،ولكنها لن تكسبها .فلماذا قامت امريكا بحشد قواتها بهذا الحجم في الخليج ؟ولماذا قامت إيران بعمليات التخريب البحرية التي قامت بها ؟ولماذا قامت الطائرات التابعة للحوثيين بالاعتداء على الأراضي السعودية ؟

 

الإجابة على ذلك أن الولايات المتحدة تضغط على إيران وتحشد قواتها استعدادا للرد وليس لبدء الحرب لأنها ليست في حاجة لهذه الحرب .أما إيران فتحاول أن تخيف الجميع وتسعى الى المفاوضات وليس الحرب من خلال الحرب الكلامية التي تمارسها .الاحتمال الأكبر اذن هو أن إيران ستخضع للضغوط الأمريكية ،خاصة بعد أن يتقارب الموقفان الأوربي والأمريكي ولا تجد إيران ما تتكأ عليه في هذا الصراع.

 

أما ما عدا ذلك فهو الانتحار التام لنظام الملالي .