بثينه خليفه قاسم
8 يناير 2021
ملاحظات على قمة العُلا 1
نظرا لحساسية وخصوصية العلاقات بين دول الخليج وبعضها البعض واتصالها بأشياء كثيرة من الناحية الاجتماعية والتاريخية والثقافية وغيرها، ونظرا لآن الاعلام كان طرفا مؤثرا، بل صانعا للأزمة في كثير من الأوقات، فالكل هذه الأيام يتحرى الدقة والانضباط فيما يقوله ضمن التعليق على هذه المصالحة الخليجية بعد سنوات طويلة من القطيعة .
تابعت كغيري ما صدر من تعليقات وما تمخض عنه الاجتماع الخليجي من أخبار طيبة حول انتهاء الخصام بين الأشقاء وهي في معظمها أمور جيدة بحسب المضامين والأدبيات المكتوبة والجمل الدبلوماسية الرقيقة التي جاءت على ألسنة السادة الدبلوماسيين.
بالنسبة لي كمواطنة خليجية، أحب الخير لبلدي البحرين، ولكل دول الخليج ولكل الدول العربية الشقيقة، فإن ما يمكنني قوله في هذا السياق حتى الآن هو التوجه بالشكر لدولة الكويت الشقيقة على جهودها المخلصة والصادقة التي بدأها سمو الأمير الراحل صباح الأحمد وأكملها سمو الأمير نواف الأحمد وصبرها خلال هذا الملف الذي بلغ درجة كبيرة من التعقيد حتى بدت المصالحة في نظر الكثيرين وأنا منهم شبه مستحيلة في ظل الظروف الدولية والاقليمية الحالية. فشكرا لدولة الكويت الشقيقة على جهودها ونواياها الطيبة تجاه شقيقاتها العربيات .
وكل الشكر للمملكة العربية السعودية على تحملها وحسن إدارتها للفترة التي سبقت قمة العلا والتي كانت قضية المصالحة خلالها عرضة للتوقف وربما الانهيار، فكل التقدير لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود ولجهود سمو الأمير محمد بن سلمان آل سعود التي نجحت في الجمع بين الجميع وتمخضت عن هذا البيان الذي ارتضاه الجميع ووقعوا عليه.
ويبقى لنا كشعوب خليجية أن نتفاءل وننتظر أن تتحول النوايا الطيبة والتصريحات إلى أشياء تمشي على الأرض وننتظر أن يتصرف الجميع بمسئولية وأول هذا الجميع هو الاعلام الذي يجب أن يتوقف عن طرح الأسئلة الاستفزازية مثل السؤال الذي طرحته قنوات معروفة حول من الذي فاز أو من الذي سارت الأمور وفقا لما أراده وأصر عليه، ذلك السؤال الذي رد عليه أحد الدبلوماسيين بحرص وانضباط مطلوبين، حيث قال أن المصالحة ليس فيها فائز وخاسر فالكل فائز في المصالحة والكل خاسر في الخصام.
وفي النهاية نتمنى أن يتنحى الشيطان بعيدا عن التفاصيل، خاصة تلك المتعلقة بالأعلام وبالعلاقات الاقليمية.