مغالطات الشيخ وكلامه المنمق

مغالطات الشيخ وكلامه المنمق

متفقون مع الشيخ علي سلمان في أشياء ومختلفون معه في أشياء أكثر، وهو كالعادة يقول ما يريد أن يقوله بتغليف جيد ثم يمرر المغالطات الواحدة تلو الأخرى. هذا ما حدث خلال كلمته التي ألقاها أمام تجمع شعبي في سار.
نتفق معه في الكلام العام الذي يناسب كل زمان ومكان ويناسب جميع المجتمعات الانسانية مثل قوله اننا نحتاج إلى مصالحة وطنية يبنى فيها الوطن على الحرية والكرامة، فكل المجتمعات الانسانية وكل الأوطان لا تكون أوطانا بدون الحرية والكرامة ولا تكون أوطانا إلا بالمساواة، ولا تقوم الأوطان على علاقة السادة والعبيد.
وما أصدق ما قاله الشيخ: “لا توجد مصلحة خاصة للشيعة فقط في البحرين، ولا توجد مصلحة للسنة فقط، فالبحرين صغيرة، هناك إمكانية أن تتحقق المصالح للجميع بدرجات متقاربة. اجعلونا نتوافق على الموضوع الديمقراطي، فإنه يحقق مصلحة الجميع، مصلحتي مصلحتك، ما يضرك يضرني”.
فهذا أيضا كلام فلسفي جميل يريح النفوس ويصلح لجميع أركان الدنيا وليس للبحرين وحدها، ولكن هل كانت الاحتجاجات – التي انطلقت في البحرين وجلبت على الشعب البحريني خسائر اقتصادية لا حصر لها – هل كانت من أجل تحقيق المصلحة للسنة والشيعة معا ودفع الضرر عن السنة والشيعة معا؟
نحن نختلف مع الشيخ في المغالطات التي تملأ كلامه في كل مناسبة، فهو يستخدم كلمة المعارضة في غير موضعها، فالحركات الاحتجاجية التي وقعت لم تكن معبرة عن المعارضة البحرينية ولكنها معبرة عن مطالب الموالين للشيخ علي سلمان والشيخ عيسى قاسم وهي مطالب مدعومة من إيران بشكل معلن ومعروف لكل العالم.
ونحن نعتقد أن الشيخ سلمان لا يعني ما يقول عندما يقول باسم الشيعة والسنة، لأن ما جرى على أرض الواقع أثبت عكس ذلك وأثبت أن هناك حركة طائفية تسعى لأخذ ميزات أكثر على حساب طائفة أخرى.
الشيخ يقصد شيئا آخر عندما طالب بحكومة تعبر عن إرادة الشعب، فهو يريد أن يقسم السلطة في البلاد تقسيما يعتمد على الطائفية المحضة، وهو بكل صراحة يقصد أن ينتقل منصب رئيس الوزراء إلى رجل ينتمي لطائفة معينة.
فكيف نصدق إذا أنه يتحدث عن منفعة للشيعة والسنة معا وهو الذي يتحرك من منطلق طائفي محض؟
وحتى عندما قال الشيخ: “هيا نذهب للصناديق” هو أيضا مملوء بالطائفية حتى النخاع لأنه ينطلق من قناعة مفادها أن الطائفة التي يسعى إلى أخذ المنصب لها تمثل الأغلبية في نظره، ولذلك فهو يتحدث بثقة عن مسألة الصناديق.
غير أن أعجب ما ورد على لسان الشيخ هو حديثه عن محاولات شق المعارضة، فأي معارضة يقصد ومن الذي حاول شقها؟ هل يقصد أن أتباعه من السائرين في الفلك الايراني هم المعارضة، أم لا يزال يتحدث باسم الشعب البحريني الذي دفع ثمنا من اقتصاده ولقمته بسبب المحاولة الانقلابية التي وقعت وما تبعها من عنف واحتجاجات؟