مع كل الاحترام للشيخ إبراهيم بوصندل

مع كل الاحترام للشيخ إبراهيم بوصندل

بعد أن كتبت عمودي الخاص بالنائب السلفي الذي اتهم بالفعل الفاضح على طريق عام بالقرب من العاصمة المصرية القاهرة، جاءتني رسالة من الأخ العزيز إبراهيم بوصندل يعاتبني فيها على ما كتبته عن رجل سلفي مثله ويطالبني بالرجوع إلى الحق ويؤكد أن ما حدث هو قضية ملفقة للنيل من سمعة الشيخ.
ومع تقديري واحترامي للأخ إبراهيم ومشاعره تجاه شخص ينتمي إلى التيار السلفي الذي ينتمي إليه، إلا أن ما كتبته لا يعد خوضا في الأعراض كما تفضل أخي العزيز، فهناك أشياء عديدة يجب التوقف عندها عند تناول هذه الحادثة، أولها أنه لا يوجد شخص معصوم من الخطأ كما ذكر هو في رسالته، وثانيها أن وجود الشيخ مع فتاة ليلا على الطريق السريع قرب ضاحية من ضواحي القاهرة هو أمر يدعو للشك، فلماذا كان الشيخ موجودا في هذا المكان؟ ومن هي هذه الفتاة التي كانت بصحبته ولماذا لم تظهر هذه الفتاة التي قال في البداية إنها ابنة أخته؟
ولماذا لم تتحدث هذه الفتاة لتدافع عن سمعة الشيخ السلفي؟ وثالثها أن الصراع على السلطة في مصر حاليا يدور بين جماعة الاخوان المسلمين من ناحية وبين المجلس العسكري والقوى الليبرالية من ناحية أخرى، وهذا يدعونا إلى السؤال التالي: لماذا لم تقم الأجهزة الأمنية بتلفيق القضية لأحد المنتمين لجماعة الإخوان المسلمين، بدلا من تلفيقها لنائب مغمور لم يعرف اسمه إلا بعد حدوث هذه الواقعة؟
أما ما نصح به زميلي من ضرورة تحري الدقة بالدخول إلى موقع الشيخ السلفي المتهم لمعرفة الحقيقة من هناك، فهذا أمر غير علمي، مع احترامي للأخ بوصندل، لأنه من غير المعقول أن يتهم الشيخ نفسه ومن غير المعقول أيضا أن نستند في حكمنا على أقوال زوجات الشيخ أو المقربين إليه.
وأود من خلال بحثي في الموضوع، الذي ازداد بطبيعة الحال بعد الرسالة التي وردتني من زميلي، أن ألفت النظر إلى شيئين مهمين، فقد شهدت إحدى صديقات هذه الفتاة أمام صحف مصرية (المصري اليوم) أن الأخيرة كانت تتاجر في الملابس النسائية القديمة وتأخذ منها ما لديها في بعض الأحيان لتقديمه للشيخ ليقدمه بدوره إلى الفقراء، والشيء الثاني والأهم هو أن لجنة فنية من الاذاعة والتلفزيون في مصر قامت بتحليل الشريط الصوتي الذي تم تسجيله للواقعة والذي تقول فيه الفتاة إنها خطيبة الشيخ وإنه سيتزوجها بعد أيام،وتبين لهذه اللجنة أن الصوت الموجود بالشريط هو نفسه صوت الفتاة المقبوض عليها عقب الواقعة.
فما هو رأي الشيخ إبراهيم بوصندل بعد هذه التوضيحات؟ هل نكذب كل هؤلاء ونصدق الشيخ السلفي أم ماذا؟
وفي الختام لابد أن نعرف أنه لا أحد فوق الخطأ، سلفي كان أم غير سلفي، والذي يجب أن يذكره زميلي في هذا الموقف هو قوله تعالى (كل نفس بما كسبت رهينة) وأن التحقيقات ستبين الحقيقة بدلا من الدفاع دون حجة.
ولا ننسى أن شيخا سلفيا قام من قبل بعمل جراحة تجميلية لأنفه، ثم خرج ليزعم أن لصوصا كسروا أنفه وأخذوا نقوده، وحينما كشفه الطبيب الذي أجرى له الجراحة على شاشة التلفزيون، قال إنه قال ما قال وهو تحت تأثير المخدر، وعندما انكشف كذبه مرة ثانية لم يجد بدا من الاعتراف بفعلته.