مصر بها أكثر من 70 مليون كافر!

مصر بها أكثر من 70 مليون كافر!

لم نعد نعرف الفرق بين “الزعران” وقطاع الطرق وبين الكثير ممن يعدون أنفسهم من مشايخ الدين وفقهائه.

عفوا إذا كانت بهذا التعبير قسوة أو خروج عن المألوف، ولكن الواقع الذي نصفه قد خرج هو أيضا عن المألوف وانقلبت أمور كثيرة وتشوهت صور وشخصيات كثيرة، من بينها ما حسبه الناس خلال فترة طويلة من الزمن شيئا محترما وجميلا.

هل يتذكر أهل البحرين ذلك الرجل الذي ظل يعطينا دروسا دينية من خلال شاشة التلفزيون البحريني لفترة طويلة من الزمن ويتحدث عن التسامح والعطاء والرحمة وحرمة الدماء وأخلاق الاسلام؟.

هل تتذكرون الشيخ وجدي غنيم الذي كان يأخذ مساحة كبيرة على شاشة التلفزيون البحريني متحدثا بالكتاب والسنة؟.

لقد أحدث هذا الرجل المصري المنتمي لحركة الإخوان المسلمين ضجة رهيبة قبل يومين عندما نشر على موقعه الالكتروني فتوى لم نر مثلها في التاريخ، وهي الفتوى التي قال فيها بكل وضوح وحسم إن الفريق عبدالفتاح السيسي وزير الدفاع المصري كافر ومرتد، استنادا إلى الآية الكريمة: 

“يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى أَوْلِيَاءَ  بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ  وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ مِنْكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ  إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ”.

ولم يكتف وجدي غنيم بتكفير الفريق السيسي وحده، ولكنه كفر كل من يؤيده، فلا حول ولا قوة إلا بالله!.

يبدو أن الصدمة التي تعرض لها الإخوان المسلمون بعد عزل الرئيس الإخواني محمد مرسي قد أفقدت الكثير منهم صوابهم، حتى أولئك الذين يقومون مقام المرشد والمعلم لآلاف من شباب هذه الجماعة من أمثال وجدي غنيم!.

مضمون الفتوى الخنفشارية للشيخ وجدي غنيم يستند إلى كون السيسي رجلا يوالي الكفار والمشركين من دون المؤمنين من أمثال غنيم وجماعته، أما الكفار والمشركون الذين يواليهم السيسي طبقا للمنهج الخنفشاري الغنيمي الجديد، هم إسرائيل وأميركا.

النتيجة الحتمية لهذه الفتوى الوجدية الغنيمية أن هناك أكثر من سبعين مليون مصري قد أصبحوا كفارا وملحدين لأنهم مؤيدون للفريق عبدالفتاح السيسي! هذا إلى جانب الأعداد الكبيرة من الشعوب العربية، خاصة في دول الخليج، وأنا واحدة منهم بطبيعة الحال.

إنني لم أقرأ أو أسمع أعجب من هذه الفتوى سوى قول أحد المتظاهرين من الاخوان المسلمين أن سيدنا جبريل عليه السلام نزل في ميدان رابعة العدوية ليؤيد المتظاهرين المطالبين بعودة الرئيس محمد مرسي للحكم!.

هل هذا خلل في العقيدة أم خلل في العقل؟.

إنني أود أن أوجه سؤالا (للشيخ) وجدي غنيم الذي عاش واعظا بين ظهرانينا لسنوات: هل الخطاب الذي أرسله الرئيس محمد مرسي لشيمون بيريز وخاطبه فيه بعبارة: “صديقي الحميم” يعد أيضا موالاة للكفار والمشركين أم لا؟ وما هو الوضع بالنسبة لأبناء الرئيس محمد مرسي الذين يحملون الجنسية الأميركية؟.