مصر إلى أين؟

مصر إلى أين؟

حتى كتابة هذه الأسطر لم تكن اللجنة العليا للانتخابات في مصر قد أعلنت رسميا اسم المرشح الفائز برئاسة جمهورية مصر العربية، رغم أن الأرقام التي أوردتها وسائل الاعلام نقلا عن حزب الحرية والعدالة (الاخوان المسلمين) أكدت أن الكرسي من نصيب مرشح الاخوان المسلمين محمد مرسي، ورغم أن حملة الفريق شفيق أعلنت هي الأخرى فوز مرشحها.
ورغم حرارة المعركة الانتخابية التي جرت بين الفريق أحمد شفيق رئيس الوزراء الأسبق وبين مرشح الاخوان إلا أن السؤال الأهم لم يعد حول من فاز برئاسة مصر ولكن السؤال الأهم هو: إلى أين تتجه مصر؟فالمستجدات الجديدة على الساحة المصرية تنذر بالخطر وبعودة الأمور في مصر إلى نقطة الصفر من جديد وقد تدخل الدولة كلها في نفق مظلم.
فقبل بدء انتخابات الإعادة للرئاسة بحوالي ثمان وأربعين ساعة حكمت المحكمة الدستورية في مصر ببطلان مجلس الشعب الذي يهيمن عليه الاخوان المسلمون، وتلا ذلك قرار من المشير طنطاوي بحل المجلس، وهو ما يشكل ضربة قاصمة للاخوان المسلمين الذين كانوا ينتظرون فوز مرشحهم برئاسة مصر لكي يحكموا قبضتهم على كل شيء في مصر، النقابات والبرلمان ورئاسة الجمهورية.
هذه الضربة أوجعت الاخوان وأفقدتهم توازنهم قبل جولة الاعادة بوقت قصير ولكن هذا لم يمنعهم من الحشد لمرشحهم من أجل تحقيق الفوز، ولكن قبل أن يتحقق هدفهم بساعات كان المجلس العسكري قد أصدر إعلانا دستوريا مكملا استرد لنفسه به السلطة التشريعية بعد أن تم حل مجلس الشعب، ووضع بنودا لصالح القوات المسلحة المصرية فيما يتعلق بميزانيتها وبضرورة موافقة المجلس العسكري على قرار رئيس الجمهورية بشن الحرب.
هذا البيان قوبل بثورة غضب من الاخوان المسلمين وانطلقوا إلى ميدان التحرير مع غيرهم من القوى السياسية للاحتجاج على حل المجلس وعلى الاعلان الدستوري المكمل، على الرغم من أن حل المجلس صدر عن أعلى سلطة في البلاد وهي المحكمة الدستورية المشهود لها بالنزاهة والمهنية من العالم كله.
هذه الأحداث المتسارعة تبين أن الصدام قادم لا محالة بين جماعة الاخوان المسلمين وبين المجلس العسكري،ما لم تضع جماعة الاخوان المسلمين المصلحة العليا لمصر فوق الأطماع الانتخابية والسياسية.
فإذا كان الاخوان المسلمون قد ملأوا ميدان التحرير بالمتظاهرين وهم من فاز في الانتخابات الرئاسية حسب قولهم، فماذا يمكن أن يحدث إذا حدث وأعلنت اللجنة العليا للانتخابات أن الفائز هو الفريق شفيق وليس مرشح الإخوان المسلمين، فماذا يمكن أن يحدث في ميادين مصر؟
فهل سينجح المجلس العسكري في مصر في إتمام مهمته الوطنية وبنائه لمؤسسات الدولة المصرية، أم أن الأمور ستسير في اتجاه آخر لا قدر الله؟