لا تتقدم الأمم إلا بسواعد وعقول أبنائها، ومهما استوردت الدول من عقول لا يمكنها أن تصنع التقدم وتصل إلى التميز دون أن تمتلك قاعدة بشرية من أبنائها لها من التعليم والمهارات ما يكفي لتحقيق التنمية في كافة المجالات، فالعقول المستوردة يمكنها أن تدعم أو تضيف لمسة أو تنقل خبرة ما، ولكنها لا تستطيع، دون وجود قاعدة من أبناء الوطن، أن تحقق تقدما شاملا في كافة المجالات. وبناء على ذلك، فالأمير خليفة بن سلمان لم يكتف فقط بالبنية التحتية التي شيدها في المملكة على مر السنوات التي مضت والتي أحدثت نقلة نوعية في البلاد نالت احترام العالم كله، ولكنه ركز بشكل لا يقل أهمية على بناء قاعدة بشرية مسلحة بأسلحة العصر الذي نعيش فيه.
فقد نملك الطموح والإرادة السياسية لتحقيق التقدم ولكننا لا نملك العنصر البشري المؤهل لصنع هذا التقدم وبالتالي لا نستطيع المضي قدما في إنجاز ما نصبو إليه من خطط اقتصادية واجتماعية وتعليمية. التنمية البشرية عملية معقدة ولها عناصر لابد أن تتكامل لكي تتحقق، والأمور لا تسير بالتمني أو باستيراد خطط واستراتيجيات لا نستطيع تطبيقها.
الإنسان هو الأداة التي تصنع التنمية وهو أيضا الذي يجني ثمارها ويتمتع بالرفاهية التي تتأتى منها، تلك هي الفلسفة التي استند لها سمو الأمير خليفة بن سلمان في صنع الكفاءات البحرينية القادرة على جر قاطرة التقدم في البلاد.
مركز البحرين للتميز كلمة السر في عملية بناء تلك الكفاءات، فقد استطاع هذا المركز الذي يعمل تحت رعاية مباشرة من سمو رئيس الوزراء أن يصنع جيلا قادرا على إحداث الانطلاقة التي نتمناها لبلدنا، ليس فقط في مجال إنجاز الخدمات الداخلية التي تتطلبها الحياة اليومية في المملكة، ولكن على مستوى التنافس العالمي في كافة المجالات.. فالتنافسية أهم أدوات صنع التقدم لأنها تجعلنا طوال الوقت باحثين عن كل ما يحقق لنا التفوق على غيرنا. والمركز يركز على التطبيق الميداني وليس الجانب النظري البحت وهذا هو الذي يضمن إحداث نتائج ملموسة في أوقات محددة وإنجاز أهداف قابلة للقياس في المجالات المختلفة.
وأعلن القائمون على هذا المركز أنه يركز على 32 مشروعا تعد مرجعا إقليميا في مجال التنافسية الحكومية فيما يسمى آليات ضبط الهدر وآليات إدارة التغيير وآليات ربط التكلفة بالأثر من المشروع وغيرها من الأمور.
وإن ثقة سمو رئيس الوزراء في استعداد العنصر البشري في البحرين وقدرته على استيعاب آليات التقدم هي التي جعلته يوافق على الاستثمار في هذا العنصر مهما كانت الكلفة المادية، خاصة أن الإنسان أيضا هو الذي سيجني نتاج هذا الاستثمار.
سوف يشهد التاريخ وسوف يشهد الخصوم والأعداء أن خليفة بن سلمان هو رجل الانجازات الكبيرة وأنه الرجل الذي يفاجئك كل عام بما هو جديد في مجال بناء هذا البلد.