حينما أسقط المصريون الرئيس الإخواني المتحالف مع الإدارة الأميركية، لم يكن لدى أصحاب المؤامرة سوى دعم جماعات الإرهاب وتكوين جيش مصر الحر على غرار الجيش السوري الحر والجيش الليبي الحر وكل جيوش ومليشيات الخراب التي تولت هدم مقدرات بقية الدول العربية، لكي يتولى استنزاف الدولة المصرية وأخذها نحو التقسيم المعد من قبل أصحاب الشرق الأوسط الجديد.
ولكن المملكة العربية السعودية والإمارات والبحرين والكويت بما لديهم من فهم واضح لما يجري في المنطقة وأهداف الهجمة التي تمارس ضد الأمة بكاملها، وبما لديهم من يقين ثابت بأن إسقاط مصر آخر عقدة أمام الساعين لتنفيذ مخطط التقسيم ورسم الخريطة العربية من جديد، كان ولابد أن يكون لهم موقف واضح ودعم كبير للدولة المصرية في مواجهة المخطط الجهنمي الذي يستهدف الأمة كلها.
وكان للوقفة الخليجية الواعية دور كبير في مرور مصر من أخطر لحظاتها التي مرت بها عقب إسقاط الرئيس المدعوم من جماعات الإرهاب التي تمول وتدعم من قبل مجموعة أخرى من الدول بعضها إقليمي وبعضها عالمي وبعضها عربي.
وهذا معناه أن الدول الخليجية الأربع أصبحت هي ومصر تشكل حلفا معينا في مواجهة حلف آخر يصر على تغيير المنطقة وتنفيذ ترتيباته الاستراتيجية فيها بكل السبل.
وبناء عليه فلابد أن يكون ضرب هذا التحالف الخليجي المصري أهم أهداف الحلف الساعي لتقسيم الأمة،على الأقل خلال هذه المرحلة، ولابد أن يبذل الحلف الآخر كل الجهد وكل أشكال الضغط واستخدام لعبة المصالح إلى أقصى درجة واستخدام أمن الخليج نفسه خلال هذه المرحلة لضرب هذا التحالف أو إضعافه،حتى يتمكن هؤلاء من محاصرة مصر خارجيا وإنهاكها بالعمليات الارهابية في الداخل لكي يجبروها على العودة الذليلة للتبعية والضعف ثم التقسيم.
المحاولات الدءوبة للوقيعة بين مصر وبين دول الخليج موجودة بقوة وليست مجرد شائعات أو طنطنات إعلامية من جماعة الإخوان الإرهابية، والدليل على ذلك تصريحات رئيس الوزراء المصري نفسه التي قال فيها إن هناك محاولات للوقيعة بين مصر وبين السعودية والإمارات والبحرين والكويت، ومن بعده الاتصال الذي تم بين الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي وبين قيادات الدول الخليجية الأربع خلال يوم واحد وهو الاتصال الذي جرى خلاله التأكيد على متانة العلاقات بين الدول الأربع وبين مصر، حسبما ذكرت وسائل الإعلام، ولكن رغم ذلك فالاتصال بهذا الشكل وخلال يوم واحد، يعكس وجود قلق معين على الأقل بشأن بقاء التحالف قويا ومؤثرا.
وعلى الجميع أن يعرف أن ضرب التحالف الخليجي المصري هو مجرد هدف مرحلي ضمن المخطط الأكبر الساعي لضرب الجميع.
وأخشى ما نخشاه خلال هذه الأيام السود التي تعيشها الأمة ألا نستطيع أن نتغلب على الضغوط الجبارة التي ستمارس ضدنا من أجل إكمال مخطط سايكس بيكو الجديد.
لقد قسمت السودان وضاعت سوريا والعراق واليمن، وإن ضاعت مصر فلن يبقى شيء.