محاكمة جديدة أعدت مجددا للبحرين، ولكنها هذه المرة على أرض عربية وليست في جنيف، الفرق بينها وبين محاكمة جنيف أنها محاكمة بلا مناسبة هذه المرة.
المحاكمة هذه المرة أعد لها مركز كارنيجي للسلام الكائن في العاصمة القطرية الدوحة، وكأن في الأمر مطاردة لن تنتهي لدولة البحرين المسالمة.
يبدو أن الحكاية ليست حكاية ديمقراطية أو حقوق إنسان أو تغيير ديمقراطي، ولكن يبدو أن هناك إصرارا من جهات معينة على ضرب البحرين من داخلها على طريقة الفوضى الخلاقة التي تناقلها العالم قبل سنوات نقلا عن الماسونية العالمية الساعية لنشر الفوضى في العالم، خاصة العالم العربي من أجل فكه وإعادة تركيبه مرة أخرى بشكل جديد بعد إجراء تغييرات محسوبة فيه بأيدي شعوبه وليس بأيدي غيرهم.
لو كانت الحكاية حكاية ديمقراطية وحقوق إنسان وغيرها من الشعارات التي ابتكرت ليراد بها باطل، لوقف العالم، خاصة الولايات المتحدة ومعاهدها المشبوهة إلى جانب البحرين في إصلاحاتها السياسية والاجتماعية التي سبقت بها المنطقة بأجمعها.
ولكن هناك من يريد أن تسقط كل قطع الدومينو في المنطقة ماعدا القطعة الصهيونية التي ستستفيد من نشر الفوضى في الدول العربية والإسلامية المحيطة بها.
لماذا الاصرار المشبوه على تسخين الأوضاع في البحرين كلما حاولنا تهدئتها؟ ولماذا لا يحدث العكس طالما أننا أدينا ما علينا؟ هل الاصلاح معناه أن يرحل حكام البحرين ومعهم أكثر من نصف الشعب إلى أرض غير الأرض؟ هل الديمقراطية شعارها: «ارحلوا لنجلس في مكانكم»؟
الانتخابات النزيهة موجودة، واحترام حقوق الإنسان موجود بشكل يفوق أصحاب المعاهد والمراكز المشبوهة التي تنتشر في أنحاء العالم، فماذا بعد، سوى الرغبة في إسقاط الدولة البحرينية؟
ما هي المناسبة التي جعلت مركز كارنيجي (للسلام) الذي يعمل على أرض دولة قطر الشقيقة أن يخصص ندوة لمناقشة الأوضاع في البحرين في هذا التوقيت؟
هل المناسبة هي نجاح البحرين في إقناع العالم أنها تسير على الطريق الصحيح خلال موقعة جنيف التي خاضتها وبذلت جهودا مضنية لكي تزيل الأكاذيب وتضع بدلا منها الحقائق الصحيحة وتثبت للجميع أنها قطعت شوطا جديرا بالاحترام في مجال الإصلاح السياسي والاجتماعي؟
هل استاء معهد كارنيجي (للسلام) ومعه دولة قطر الخليجية العربية – التي نطمع في دعمها لنا – من قبول الملف البحريني في جنيف، فقررا عقد محاكمة جديدة للدولة البحرينية على أرض عربية هذه المرة؟
هو فيلم سخيف على ما يبدو صنع خصيصا لإرباك الدولة البحرينية وجعلها تفقد التركيز من وقت لآخر؟ولكنه هذه المرة على أرض غير أرض ووجوه غير الوجوه رغم أن الهدف واحد، هذا الفيلم عنوانه «مهما بذلتم من جهود فنحن وراءكم».
ومضمونه هو الاستمرار في تسويق الكذب عن البحرين وتخصيص المساحات لمن ينقلون أنصاف الحقائق ثم تلميع ونشر هذه المزاعم التي سوف يتم دمغها بخاتم مركز بحثي لكي تنال التوثيق والمصداقية، حتى وإن كان مركزا مشبوها يتم تمويله وتحديد خططه وبرامجه خدام الصهيونية العالمية وأتباعهم في أنحاء العالم.