بثينه خليفه قاسم
١٠ يوليو ٢٠٢١
مجلس الأمن لا يستطيع حفظ الأمن
الذي نعرفه أن مجلس الأمن قد تم تشكيله لحفظ السلم والأمن في العالم والتحرك عندما يتعرض هذا الأمن لأي خطر لمنع وقوع هذا الخطر .ولكن من جديد يقدم مجلس الأمن الدليل على أنه أداة لخدمة الدول المهيمنة في هذا العالم وأنه لا يتحرك لحفظ السلم والأمن الذي خلق من أجله في الأساس .
الغريب في الأمر أن مجلس الأمن هو جهاز من أجهزة الأمم المتحدة التي لم تثبت يوما من الأيام سوى حقيقة واحدة وهي أنها تماما عكس اسمها، فكيف تكون متحدة وبين دولها كل هذه الاختلافات.
كنا نتصور أن مجلس الأمن سيتحرك بسرعة لمنع اشتعال حريق كبير في القرن الأفريقي بسبب أزمة سد النهضة بين مصر والسودان من ناحية وبين إثيوبيا من الناحية الأخرى على اعتبار أن الأزمة غاية في الخطورة كونها قضية وجود بالنسبة لمصر والسودان وقد ينتج عنها حرب تهز استقرار المنطقة برمتها .ولكن مجلس الأمن لم يقدم لنا سوى الإحباط ولم يقدم سوى جمل متحفظة لا تسمن ولا تغني من جوع وتبين أن مصالح الدول الكبرى فوق كل شيء حتى ولو كانت على حساب ملايين الأرواح في هذا العالم .
مجلس الأمن أحال الأزمة كلها للاتحاد الإفريقي، أو بالأحرى أعادها لمنظمة لا تستطيع أن تفعل شيء أو المنظمة التي فشلت فعليا في التعامل مع الأزمة بعد سنوات من جولات التفاوض الفاشلة . لو كان الاتحاد الأفريقي استطاع أن يحرك الأمور قيد أنملة لما ذهبت مصر والسودان إلى مجلس الأمن.
الحقيقة التي لا تحتاج إلى برهان أن مجلس الأمن لم يثبت يوما أنه قادر على حفظ الأمن في أي مكان في العالم.