متى يطلع فجر أهلنا في سوريا؟

متى يطلع فجر أهلنا في سوريا؟

قالوا أن مؤتمر باريس هو بداية النهاية للنظام السوري وأن العد التنازلي لسقوطه قد بدأ بالفعل،خاصة بعد انشقاق أحد قادة بشار الأسد الكبار،وتبارى الجميع في إطلاق الخطب النارية في هذا المؤتمر تنديدا بالنظام السوري ودفاعا عن دماء الأبرياء.
ولكن يبدو ان الشعب السوري سيدفع المزيد من الدماء من أجل الحصول على حريته،فالعالم لا يزال منقسما حول المسألة السورية،ولا تزال الصين وروسيا وإيران يقفون حجر عثرة ضد التطلعات المشروعة لأبناء الشعب السوري.
 لا أدري أي مصلحة دولية تجعل هذه الدولة أو تلك تغض الطرف عن مشاهد الذبح التي تحل بالسوريين كل يوم؟
نحن نعرف أن العلاقات الدولية تقوم على المصالح وأنه لا مجال للصداقات الدائمة فيها ولا مجال للعواطف والأخلاق،ونعرف أيضا أن المكيافلية هي ديدن الكثير من رجال السياسة،ولكن مشاهد القتل والتعذيب قد فاقت الحدود،فكيف يسمح بشر باستمرار وضع كهذا؟،هل رجال السياسة لهم قلوب من حجارة وليسوا كبقية البشر؟
من الممكن أن نقتنع أن أمريكا لها مصلحة مباشرة في سقوط نظام الأسد،وأن روسيا أو الصين وإيران لهم مصالح مباشرة في بقائه،ولكن أين مكان الشعب السوري لديهم؟
وكأن الصين وروسيا تريدان أن تحلا في الذاكرة العربية محل الولايات المتحدة الأمريكية وتأخذان صورتها السلبية التي نالتها خلال سنوات طويلة من دعمها للجلاد في مواجهة الضحية،وسكوتها عن الكثير من المشاهد البشعة والمجازر التي نفذتها إسرائيل ضد الفلسطينيين العزل.
هل ثمة فرق بين دولة ،تقف إلى جانب دولة محتلة في عدوانها على شعب أعزل،وبين دولة تقف إلى جانب نظام يقتل شعبه؟
القتل هو القتل سواء حدث على يدي جيش وطني أو جيش احتلال،وإن كانت جريمة قتل جيش لأبناء شعبه أشد إيلاما مهما كانت الأسباب.
لماذا تراهن روسيا والصين على نظام فقد شرعيته وأصبح سقوطه مسألة وقت لا أكثر ولا أقل؟ولماذا لم تفكر الدولتان في موقف الشعب السوري وموقف النظام القادم منهما بعد سقوط نظام بشار الأسد.
سوف تخسر روسيا والصين قلوب وعقول الشعوب العربية،وسوف يعلق موقفهما الحالي بأذهان هذه الشعوب مجتمعة وليس فقط بأذهان السوريين.
وسوف يكتب التاريخ أن من بين الأسباب التي أطالت محنة السوريين وأدت إلى سقوط الآلاف منهم،هو وقوف روسيا والصين وإيران ضد الإرادة الدولية وضد مصلحة شعب أعزل.
يقول  الأديب الانجليزي الساخر سويفتت:”إن رجلا يزرع حبة من الذرة لكي يخرج منها ثمرة كاملة ليخدم البشرية أكثر من جيل كامل من رجال السياسة”.