ماذا قال وزير الداخلية في مؤتمر الجزائر؟

ماذا قال وزير الداخلية في مؤتمر الجزائر؟

قال الفريق الركن الشيخ راشد بن عبدالله آل خليفة وزير الداخلية أمام مؤتمر وزراء الداخلية العرب الذي عقد في الجزائر قبل أيام قليلة إن "ما يشهده الأمن العربي من حالة أمنية صعبة كان لها ضحاياها ودمارها في البلدان العربية، هو أمر لم يكن محض الصدفة، ولم يكن أمرا عشوائيا، بل هو طرف مدبر خطِر. وتم التعامل معه.."، وقال الوزير: "لا تزال هناك جهات ساخنة، وأرواح تزهق، وأناس ينزحون ويُهجّرون من بيوتهم وديارهم… لكن رغم هذه التداعيات الخطرة، فإنها لم تحقق هدفها في كسر الهوية العربية".
وأكد الوزير أن "تعافي الأمن العربي هو هدفنا الأسمى في هذه المرحلة المهمة من تاريخ الأمة العربية.. فلا خيار لهذه الأمة سوى انتصار أمنها العربي واستقرار أوضاعها.. فقد بات واضحا حتمية التعاون بين الأشقاء".
هذا هو الكلام المعبر بوضوح عن أحوال الأمة العربية في لحظتها الراهنة ويعبر عن المحرقة أو لنقل المفرمة التي تتعرض لها الدول العربية، فنشرات الأخبار تذيع أعداد القتلى والجرحى يوميا بالمئات، هذه القناة تبدأ بأعداد القتلى العراقيين وتلك تذيع حصيلة القتلى المصريين وثالثة لليمنيين، بشكل روتيني مألوف، كأنها تتحدث عن نتائج مباريات كرة القدم.
هذه المرة يصدر هذا الكلام عن وزير عربي معني بشؤون الأمن، وليس مقالا صحافيا أو تصريحا شعبويا لأحد مرشحي البرلمان هنا أو هناك، وهذا معناه أن المؤامرة لم تعد سرا وأن الإرهاب الذي تتعرض له الأمة العربية هو مجرد أداة يستخدمها الساعون إلى تقسيم الأمة من جديد بمساعدة الطابور الخامس الموجود في كل دولة عربية تحت شعارات براقة وبمساعدة دول إقليمية لها مطامع ودول أخرى لا محل لها من الإعراب تشارك في المؤامرة اعتقادا منها أن هذا سيضمن لها البقاء والحماية ويجعلها تكبر في الجغرافيا والتاريخ عندما تتفتت الدول الكبيرة التقليدية في المنطقة مثل السعودية ومصر والعراق وسوريا.
لا مجال أمام الدول العربية سوى أن تقف بكل ما تملك ضد هذه المؤامرة الواضحة، ولابد للشعوب العربية أن تستفيق من غفوتها وتختار ما بين الاستقرار والأمن وبين الحروب الطائفية التي ستهلكها وتعيدها إلى العصر الحجري وتجعلها فريسة لدول إقليمية عالمية.
لابد أن يدرك الجميع أننا خدعنا وأن كل ما جرى ويجري تم تخطيطه ورسمه من أجل مصلحة الدولة الصهيونية التي راهنت منذ عقود على هذه اللحظة الرهيبة التي نعيش نحن العرب في ظلها الآن، تلك اللحظة التي سكت فيها الكلام تماما عن القضية الفلسطينية والجرائم التي يرتكبها الاحتلال الإسرائيلي لأن لدينا جميعا ما يشغلنا ويصرفنا عن الحديث عن هذه الجرائم.