علي خامنئي المرشد الأعلى الإيراني، بكل ما له من مكانة ورمزية في بلده وبين أتباعه أبناء الولي الفقيه يتحدث باستهتار عن البحرين ويمس سيادتها واستقلالها، فماذا ننتظر ممن هم دونه؟ الأفكار التي تراودنا نحن العرب، خصوصا في الخليج حول إطلاق يدي إيران تفعل ما تشاء في المنطقة العربية بعد توقيع الاتفاق النووي ليست ظنونا تنتجها عقولنا المسكونة بنظرية المؤامرة ولكنها حقيقة واضحة وضوح الشمس، بل هي أداة من أدوات القوى الكبرى الساعية إلى تحقيق مصالحها في تفتيت الدول العربية وإزالة النخب الحاكمة فيها متضمنة بكل تأكيد نخب الخليج العربي، فماذا ننتظر؟
أميركا لم تعد بحاجة لنفطنا وبالتالي فتغيير سياستها في المنطقة مسألة حتمية، فماذا ننتظر؟
الولايات المتحدة الأميركية وبريطانيا قامتا بنجاح بإحلال الصراع السني الشيعي محل الصراع العربي الإسرائيلي وأصبحت القضية الفلسطينية في ذمة التاريخ، وأصبحت المنطقة العربية في حرب طائفية لتفتيت الدول القومية العربية، ومن هذه الدول من تم تقسيمه بالفعل، فالعراق لم يعد دولة واحدة وسوريا لم تعد دولة واحدة واليمن يواجه المفرمة في الوقت الحالي، فماذا ننتظر؟
داعش ستظل تعربد في كيان الأمة إلى حين ثم ستختفي ويظهر غيرها من الفيروسات عندما تريد لها أميركا وبريطانيا أن تختفي!
النوايا ليست طيبة تجاه دول الخليج، وهناك كلام واضح جدا يقال في بريطانيا حول هذا الموضوع، فماذا ننتظر؟
صحيح أن النوايا والخطط التي تضعها وتديرها القوى الكبرى ليست قدرا محتوما لابد أن يقع، فهناك أشياء كثيرة في التاريخ القريب تبين أن الولايات المتحدة أرادت أشياء كثيرة وأعدت لها العدة ولكنها لم تنجح فيها،من بينها انها بنت خطتها الساعية إلى إسقاط مصر وتفتيتها على وجود الإخوان المسلمين في الحكم وفشلت في توقع ردود أفعال الشعب المصري التي أسقطت الإخوان بالضربة القاضية، وبقيت مصر حتى اللحظة رقما صعبا في خطة تفتيت العرب.
ولكن علينا أن نعد العدة بشكل صحيح لكي تسقط كل هذه الخطط ولكي ننجو بجلدنا من المؤامرة المكتملة الأركان، فهي رغم وضوحها ليست أمرا منزلا من عند الله، لابد أن نختار بين الاتحاد الخليجي وبين التحول إلى ريشة في مهب الريح، ولابد أن تكون لنا جيوش وسلاح.