يعتبر الإعلام الخليجي والعربي المرآة التي تعكس سياسات وتوجهات وإنجازات المجتمع والمؤسسات الخليجية والعربية. بالإضافة إلى ذلك فهو يعتبر الذراع التي تدافع عن تلك التوجهات والإنجازات عن طريق مختلف وسائل الإعلام. لذلك يعتبر الإعلام العنصر الفاعل في جميع المؤسسات الوطنية وما تقدمه من خدمات وإنجازات تعزز قوة الوطن وازدهاره وتقدمه في مختلف الميادين وتصب في خدمة الإنسان الخليجي والعربي. ومن أجل تعميق قوة هذا الإعلام وتسخير كل الإمكانات من أجل ان يحقق أهدافه ورسالته، كان لابد من وضع استراتيجيات إعلامية خليجية وعربية واضحة، تحقق التنمية المجتمعية وتحصن المجتمع والإنسان الخليجي والعربي، من الغزو الإعلامي الخارجي وتحافظ على الهوية والفكر والثقافة الخليجية والعربية. ومؤتمر الشرق الأوسط للاستراتيجيات الإعلامية الذي اختتم أعماله قبل أيام بالمنامة تحت رعاية المستشار الإعلامي لجلالة الملك نبيل الحمر، أخذ على عاتقه القيام بطرح استراتيجيات اعلامية جديدة، تحقق طموحات وآمال المجتمع والمؤسسات الخليجية والعربية على كل الأصعدة.
أما عنوان الدورة الحالية للمؤتمر فكان “الأمن الإعلامي الخليجي.. التحديات والاستراتيجيات”، ومن أهم الأهداف التي سعى هذا المؤتمر الى تحقيقها:
أولا: استعراض وتشخيص المعوقات التي اعترضت أو تعترض قيام وسائل الإعلام الخليجية بإيجاد استراتيجية اعلامية خليجية موحدة، تتمكن من خلالها الدولة والمجتمع الخليجي من الدفاع عن المنظومة الثقافية والسياسية والفكرية الخليجية وسط هذا الغزو الإعلامي الغربي.
ثانيا: تسليط الضوء على مفهوم الأمن الإعلامي الخليجي والعربي وتداعياته، والخروج برؤى تمكن القائمين على وسائل الاعلام الخليجية والعربية من تحقيق أقصى درجات الأمن الاعلامي لمواجهة استغلال الحرية الاعلامية وحرية التعبير التي قد تستخدم من قبل بعض الجهات ذات الاجندة الخارجية في الاضرار بأمن واستقرار المجتمع الخليجي والعربي.
ثالثا: التعامل مع قضية الحرية الإعلامية، ومدى تأثيرها المحتمل في بعض جوانبها على مفهوم الأمن الاعلامي الخليجي، من خلال استغلال البعض لهذه الحرية للإساءة للمجتمع والدول الخليجية، وتسويقهم لأجندات طائفية وعنصرية قد تهدد وحدة المجتمع الخليجي والعربي ودوله.
رابعا: طرح مقترحات جديدة للتصدي لظاهرة الإرهاب، وإدارة البعض لمواقع التواصل الاجتماعي في نشر روح الكراهية والتطرف بين افراد المجتمع.
خامسا: الخروج بميثاق إعلامي وصحافي خليجي يمثل أسس ومبادئ ومعالم المدرسة الاعلامية الخليجية التي سار عليها الآباء المؤسسون والجيل الأول للصحافة والاعلام الخليجي، تكون بمثابة مرجعية اعلامية وصحافية خليجية بعيدا عن المرجعية الاعلامية الغربية، التي لا تراعي الثقافة الخليجية والعربية.
وبخصوص محاور المؤتمر فقد كانت كالتالي:
أولا: تسليط الضوء على التجمعات الإعلامية الخليجية غير الحكومية ودورها في قيادة وتخطيط الاستراتيجيات الصحافية الخليجية.
ثانيا: مناقشة مسيرة اجهزة التلفزيون والاذاعة الخليجية الحكومية بخصوص تعميق الثقافة والهوية الخليجية لمواجهة الغزو الاعلامي الخارجي.
ثالثا: تقييم أداء الجمعيات الصحافية والاعلامية الخليجية المتعلق بوضع استراتيجيات اعلامية ترتقي بصحافة خليجية بعيدا عن التبعية الإعلامية الغربية.
رابعا: تقييم مسيرة اتحاد الصحافيين العرب في تشكيل رأي عام عربي موحد تجاه القضايا القومية العربية.
خامسا: مناقشة عدم تمكن الجهات الإعلامية الحكومية والأهلية الخليجية من تدشين مرجعية إعلامية خليجية مستمدة من التراث الإعلامي والصحافي الذي تركه الجيل الأول للصحافة والاعلام الخليجي.
سادسا: تسليط الضوء على أبرز التحديات والأخطار التي تهدد الأمن الاعلامي الخليجي والأمن الاعلامي العربي.