بثينه خليفه قاسم
2 مايو 2021
ليس هذا وقت الشقاق
قادتني الصدفة إلى قراءة تقرير في إحدى الصحف التي تصدر في بريطانيا باللغة العربية، وهو تقرير حول أزمة السد الأثيوبي الذي يضر بمصر والسودان.
التقرير كان يتناول لقاء وزير الري الجزائري بالسفير الأثيوبي في الجزائر وما نشر من تصريحات للوزير الجزائري حول حق إثيوبيا في التنمية والتعاون بين الجزائر وإثيوبيا في مجال الموارد المائية، وهي تصريحات أحدثت ضجة إعلامية كبيرة، خاصة على وسائل التواصل الاجتماعي، حيث فسر البعض تصريحات الوزير الجزائري على أنها دعم للموقف الاثيوبي في مواجهة مصر والسودان.
وفي تقديري، ليست المشكلة في تصريحات الوزير الجزائري، فلا مصر ولا السودان، رفضت التعاون مع إثيوبيا، ولا مصر ولا السودان رفضت حق إثيوبيا في التنمية، ولكن الأزمة نتجت بسبب التعنت الأثيوبي ورفض إثيوبيا التوقيع على أي اتفاق ملزم حول إدارة السد الذي يقام على نهر دولي يخضع لقواعد القانون الدولي الذي يمنع أي دولة من الدول المنتفعة من النهر أن تنفرد بإدارته أو عمل مشاريع تضر بغيرها .
ولكن المشكلة التي رأيتها هي مساحة الجهل وعدم معرفة أي معلومات عن الأزمة لدى الغالبية العظمى ممن على علقوا على تصريحات الوزير الجزائري والذين علقوا على التقرير الذي ذكرته، حيث دخل عدد كبير جدا من العرب في سجال وشتائم ،فريق يؤيد مصر والسودان وفريق يؤيد الجزائر وإثيوبيا بشكل مؤسف يعكس درجة التمزق وعدم المعرفة لدى الغالبية العظمى من الطرفين ويبين أننا كعرب في خطر حقيقي لأننا لا ندرك خطورة ما نحن فيه على الأمة كلها وليس على مصر والسودان وحدهما.
الذي يريد أن يعرف مأساة الشعوب العربية وحجم الوعي المفقود فليقرأ التعليقات التي كتبت في صحيفة ” رأي اليوم ” اللندنية على ذلك التقرير الذي نشر في 1 مايو الجاري، تلك التعليقات التي شغلت مساحة تعادل مساحة التقرير نفسه عشرات المرات وأظهرت أن الكثير من الناس يتحدث دون علم، فقط لمجرد العناد والانتقام وتصفية الحسابات.