لهذا يريدون إسقاط مصر

لهذا يريدون إسقاط مصر

الذي يريد أن يعرف لماذا تحاك المؤامرات ضد مصر وضد الأمة العربية عليه أن يقرأ دراسة أميركية صدرت حديثا تتناول شكل الدول في العالم في العام 2020، واعتمدت الدراسة على تحليل المعلومات الاقتصادية والسياسية والاقتصادية التي تم تجميعها عن الدول المختلفة، وتم تقسيم الدول في هذه الدراسة إلى مجموعات مختلفة، فهناك مثلا مجموعة دول أميركا الجنوبية ومجموعة آسيا ومجموعة الدول الأوروبية ولكن بدون روسيا، ومجموعة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا بدون مصر.
وورد أنه تم تخصيص دراسة مستقلة لكل من مصر وروسيا لأسباب معينة يراها القائمون على هذه الدراسة، خصوصا أن روسيا بقيادة بوتن تحاول استعادة أمجاد الاتحاد السوفيتي السابق.
أما ما يتعلق بمصر وهو ما يهمنا كعرب، فقد خصصوا له دراسة خاصة لأسباب اقتصادية وعسكرية على السواء، فقد جاء في الدراسة أن مصر في العام 2020 ستصبح من أكبر الدول المنتجة للغاز الطبيعي في العالم وهو ما سيفي باحتياجات مصر من الوقود ويوفر فائضا كبيرا يتم تصديره للخارج.
ولم تكتف الدراسة بمجرد الاشارة للمخزون الكبير من الغاز الطبيعي في الأراضي المصرية، ولكنها بينت كيف سيتم تصدير هذا الغاز إلى أوروبا واليونان، وهو الأمر الذي أكد عليه تحسن العلاقات المصرية اليونانية وزيارة الرئيس عبدالفتاح السيسي اليونان مؤخرا والاتفاقيات التي تم التوقيع عليها بين البلدين والمناورات العسكرية المختلفة التي جرت بينهما.
وبينت الدراسة أن الفوائض التي سيوفرها تصدير الغاز لمصر سوف تؤدي إلى رفع الدخل القومي المصري بشكل كبير وسوف تجعل مصر قوة اقتصادية كبيرة في الشرق الأوسط.
أما من الناحية العسكرية فقد تناولت الدراسة التحديث الكبير الذي جرى للقوات المسلحة المصرية منذ أن كان الرئيس عبدالفتاح السيسي وزيرا للدفاع وحتى الآن وحددت الدراسة أن مهمة التحديث الشامل للجيش المصري سوف تكتمل في العام 2020 وهو ما سيؤدي إلى خروج مصر نهائيا من العباءة الأميركية بقيودها وسلبياتها.
وقامت الدراسة بجمع هاتين النقطتين (العسكرية والاقتصادية) مع نقاط القوة الأخرى مثل التفوق البشري والتأثير السياسي والثقافي والحضاري لمصر لتجعل من مصر قوة إقليمية كبيرة في ذلك التاريخ الذي حددته الدراسة.
عندما قرأت عن هذه الدراسة عرفت شيئا جديدا عن المحاولات الدؤوبة والمليارات التي تنفق من أجل هز استقرار مصر وجرها بكل السبل نحو الاحتراب والتفتت وإدخال جيشها في حروب ضد جماعات إرهابية مجرمة هي في الأصل ممولة ومسلحة من قبل أعداء مصر الساعين لإيقاف مسيرتها.
ولكنني أتساءل كم من المصريين يعرف هذا الكلام؟ وكم من المصريين يدرك إلى أي مدى يراد لبلدهم أن تنهار وتسقط؟
لماذا لا ينظر المصريون إلى ما يجري حولهم بشكل أكثر وعيا ويتكاتفون من أجل المرور ببلدهم من المؤامرة؟
لماذا يدعو البعض للخروج في الخامس والعشرين من يناير؟ من صاحب المصلحة في إعادة إنتاج الفوضى مرة أخرى؟
إنني لا أرى حجة لهؤلاء الساعين لخلق اضطرابات واحتجاجات في مصر في ذكرى الثورة سوى الخيانة والرغبة في الانتقام وخدمة أجندات غير وطنية.