قيام دولة قطر بتجنيس مواطنين بحرينيين فجر الكثير من التساؤلات والشكوك لدى الكثير من الناس، وهي تساؤلات لا تجد إجابة واضحة، في ظل رد الفعل البحريني الرسمي المهذب الهادئ الذي لم يتوسع في مسألة تحديد الأخطار التي تهدد البحرين جراء هذه المسألة وقيامه فقط بدعوة السلطات القطرية إلى مراجعة موقفها هذا.
إذا كان لدى قطر نقص في تخصصات أو مهارات معينة، فهناك من العرب والمسلمين ملايين يتمنون الحصول على الجنسية القطرية والتمتع بحياة الرفاهية وخيرات قطر، وإذا كانت الاتفاقات والعلاقات بين دول مجلس التعاون الخليجي تسمح لكل خليجي بالعمل والتنقل والاستفادة من خيرات الخليج في دوله الست،فلماذا تقوم دولة خليجية بتجنيس مواطني دولة خليجية أخرى؟
ويمكن طرح هذا السؤال بشكل أكثر تحديدا وهو لماذا تقوم دولة قطر بتجنيد مواطنين بحرينيين على وجه الخصوص؟ هل قطر بحاجة إلى طاقات وتخصصات بحرينية غير موجودة لديها وغير موجودة لدى بقية العرب والمسلمين؟ وإذا كان الأمر كذلك فلماذا لا تكتفي بالاستعانة بهم للعمل لديها دون تجنيس؟
وهناك سؤال آخر قد تؤدي الإجابة عليه إلى توضيح المسألة أكثر وأكثر، وهو: هل سعى المواطنون البحرينيون إلى الحصول على الجنسية القطرية كما يفعل أمثالهم من مواطني الدول العربية الأخرى؟ أم أن السلطات القطرية هي التي عملت على إغرائهم وإقناعهم بالحصول على جنسيتها؟
وهل صحيح أن قطر تقوم بتجنيس عائلات بحرينية سنية فقط؟ وهل تقوم بذلك، كما ذكرت بعض الأخبار في وسائل الإعلام، لكي تحدث خلخلة في التركيبة السكانية لمملكة البحرين؟
لو كانت الإجابة على السؤال الأخير بنعم، فالأمر جد خطير، لأن قطر بهذا الشكل تعبث بالأمن القومي لمملكة البحرين دون سبب منطقي ودون منفعة تعود عليها وهذا أمر في حد ذاته يطرح أسئلة من نوع آخر ويملأ العقول والقلوب بشكوك لا حصر لها حول الدور القطري في المنطقة ويضر إلى أبعد مدى بعلاقات الأخوة بين دول الخليج، لأن عملا كهذا لا يحقق إلا أهداف أعداء البحرين وأعداء الخليج العربي بأكمله!
أما السؤال الأخير فنوجهه هنا للعائلات البحرينية التي قبلت بالإغراء ورحبت بالحصول على الجنسية القطرية: هل قمتم بما قمتم به بحسن نية ودون تفكير في هذه المسألة بكل جوانبها ولكن رغبتكم في وضع معيشي أفضل هي التي دفعتكم لذلك؟ أم أنكم تعرفون تبعاتها وقبلتم بها طمعا في حياة أفضل ولم يشغلكم الأمن القومي لبلدكم؟
إذا كان الاحتمال الأول هو الصحيح، فلم يعد لكم الآن حجة، بعد أن قام المسؤولون البحرينيون بتوضيح الأمر لكم من ناحيتين، الأولى هي الخطر الذي يمكن أن يلحق بوطنكم إذا زاد هذا الأمر عن حده، والثانية هي الضرر الشخصي الذي يمكن أن يصيبكم والسلبيات التي تلحق بوضعكم القانوني.
أما إذا كان الاحتمال الثاني هو الصحيح، فإنا لله وإنا إليه راجعون.