هذا التنظيم الإرهابي الجبان الذي قام بإعدام الطيار الأردني معاذ الكساسبة حرقا هو في الحقيقة قام بحرق القرآن وحرق الإسلام وألصق عارا لا يمكن محوه بالإسلام والمسلمين.
هذه الصورة البشعة التي رآها العالم من أقصاه إلى أدناه ستبقى مصدر إساءة وعار على مر الزمان، لأنها تسيء للإسلام أكثر بملايين المرات من رسوم شارلي إيبدو وغيرها من الرسوم التي خرج المسلمون في أنحاء العالم للتنديد بمن نشروها.
أصحاب شارلي إيبدو وغيرهم لم يعودوا بحاجة للرسوم ولا لأي تشويه للإسلام، فأهل الإسلام يتولون المسألة بتفوق كبير، تفوق يجعل كل من يتحدث العربية يشعر بالعار ويتبرأ من وجهه ويكره ملامحه العربية.
أية آية في القرآن أو أي حديث في سنة الرسول أمر هؤلاء الأجلاف الغلاظ أن يذبحوا الناس ويحرقونهم بهذه الصورة البشعة؟
لقد أعطيتم المبرر اللازم للعالم كله لكي ينسى مظالم المسلمين في كل زمان ومكان وينسى كل المذابح البشعة التي ارتكبها مجرمو الحرب عبر التاريخ ويذكر بشاعاتكم التي تنسب بمهارة للإسلام وأصبحتم دون مبالغة أشد أعداء الاسلام.
ليت القيامة تقوم لكي تخلصنا من هذا البلاء الذي أصبحنا فيه والذي صنعته أيدي هؤلاء الخوارج القتلة.
إننا، نحن العرب والمسلمون، نمر بأسوأ مرحلة تمر بها أمة في تاريخها، إننا أمة تتولى تسفيه نفسها وذبح نفسها بنفسها بترك هؤلاء القتلة المجرمين يعيثون في الأرض فسادا. والذين يتصورون أن طائرات الولايات المتحدة وتحالفها ستحل مشكلات المسلمين وتقضي على هؤلاء القتلة واهمون، فلن يطهر ثياب المسلمين من هذا الرجس سوى المسلمين أنفسهم، فلابد أن تتحرك الأمة كلها ضد هذا البلاء ولابد أن تكون المواجهة على كل المستويات. لابد أن يستفيق العرب من غفوتهم ليقفوا وقفة واحدة ضد الدول التي تمول هؤلاء المجرمين والقنوات التي تدعمهم وتتولى إذاعة بياناتهم المليئة بالخسة.
لابد أن يتخلص العرب من عار الدول التي تخصص ميزانيات كبيرة لدعم الإرهاب وتنفيذ العمليات الارهابية في كل ركن من أركان هذا الوطن الذي يئن تحت ضربات متتالية وموجعة اعتمادا على تمويل عربي وإسلامي للأسف الشديد.
اليد التي حرقت الطيار الأردني هي نفس اليد التي قتلت أكثر من خمسين جنديا وضابطا مصريا قبله بأيام قليلة، هي اليد التي تمول وتقدم التسهيلات لهؤلاء من أجل تركيعنا جميعا وإيصالنا إلى اللحظة التي نذعن فيها للتقسيم من جديد.