بثينه خليفه قاسم
٣١ يوليو ٢٠٢١
لا شيء فوق الوطن
عندما أعلن الرئيس التونسي قيس سعيد تجميد البرلمان التونسي وعزل رئيس الحكومة التابع لحركة النهضة التابعة للتنظيم العالمي لجماعة الإخوان الإرهابية، وتم إغلاق مقر البرلمان التونسي في وجه راشد الغنوشي وجماعته ممن تولوا خراب تونس الشقيقة خلال أشهر مضت، حاول الغنوشي زعيم الإخوان في تونس الدخول إلى مقر البرلمان فمنعه جندي الحراسة من الدخول .فقال له الغنوشي: دعني ادخل، لقد أقسمنا على حماية الدستور .فرد عليه الجندي بشكل تلقائي ودون تفكير ،وقال جملة ستبقى خالدة بلا شك. قال الجندي : ونحن أقسمنا على حماية الوطن !
يا لها من جملة تلك التي أطلقها هذا الجندي الرائع الذي لخص بها معنى الوطن ومعنى الوطنية ورد على كل من يمكن أن يزايد أو يلوم على ما قام به الرئيس التونسي قيس سعيد .
بقاء الوطن فوق كل شيء، بما في ذلك الدستور الذي يريد أن يحتمي به الغنوشي وجماعته.
الدستور اذا تعطل قليلا أو ألغي بالمرة يمكن فيما بعد تفعيله أو صياغته من جديد ولكن لو سقط الوطن فستكون استعادته من جديد مسألة شاقة وغير مضمونة. واذا عاد لا يعود بنفس قوته ومكانته واعتباره كما حدث حولنا.
عقيدة الغنوشي تختلف تماما عن عقيدة الجندي التونسي الشجاع الواعي. فالوطن لدى هذا الجندي شيء مقدس لابد أن يحميه ويموت من أجله اذا دعت الضرورة. أما الوطن لدى الغنوشي وجماعته فليس أكثر من حفنة تراب عفنة.
هذه هي عقيدة جماعة الإخوان وليس وصفا أو مبالغة من عندي .فهذا التعريف قاله مرشد جماعة الإخوان الأسبق بلسانه. وبالتالي فتونس لدى الغنوشي وغيره من جماعته ليست أكثر من هذه الحفنة.
وسوف تبين الأيام القادمة ان بقاء تونس واستقرارها مسألة لا تشغل جماعة الغنوشي من قريب أو بعيد وسوف يسعون إلى خراب تونس كما خربوا ليبيا وسوريا وكما سعوا لخراب مصر .
قلوبنا مع تونس الشقيقة التي أنجبت ذلك الجندي الوطني والتي بكل تأكيد لديها كثيرون مثله .