لا تراهنوا على إيران

لا تراهنوا على إيران

اجتهدت الجارة إيران كثيرا على مدى سنوات طويلة لكي تبرهن أن مسألة تصدير الثورة إلى الدول العربية وهم لا وجود له وأن أعداء إيران وأعداء الأمة هم الذين يروجون لهذا الأمر للايقاع بينها وبين جاراتها العربيات المسلمات.
وعندما راجت التحليلات السياسية التي قالت ان إيران تسعى لإقامة هلال شيعي يشمل قطاعات من عدة دول عربية، ردت إيران وعملاؤها بالتهكم على هذه النظرية وأعلنوا أن هذا الشيء لا وجود له إلا في عقول أعداء إيران وأعداء الأمة.
وعندما تهور شريعتمداري وقال ان البحرين هي المحافظة رقم 14 في إيران، سعت إيران كعادتها إلى التهدئة وإلى سياسة توزيع الأدوار، وجاء وزير خارجيتها إلى البحرين لتهدئة الأجواء، وأتذكر أنه ضمن حديثه الذي ألقاه خلال المؤتمر الصحافي مع وزير الخارجية البحريني في “حوار المنامة” كان حريصا على تكرار كلمة “الخليج الفارسي” حتى وصل عدد المرات التي استخدم فيها هذه العبارة تسعة عشر مرة، وانتهت الضجة الإعلامية البحرينية والعربية التي انطلقت بعد هذه التصريحات، وانتهى الموقف.
ولكنه ليس بإمكان إيران هذه المرة أن تنهي الموقف الحالي بتصريح جديد يرضي جاراتها الخليجيات،فالمؤامرة كانت واضحة هذه المرة ولا سبيل للدفاع عنها، فقد كشفت مصادر أمنية خليجية أن إيران ضالعة في مؤامرة تستهدف دول الخليج بأكملها وليست البحرين وحدها، فالبحرين هي ضربة البداية فقط على اعتبار أن المخطط سيستند إلى المبرر المعروف، وبعد ذلك يتم تطوير التحرك وتقوم إيران بابتلاع قطعة من الكويت أيضا كما سبق وابتلعت الجزر الإماراتية الثلاث.
فليت الشيعة في بلادنا العربية يفهمون أن إيران لها مخططاتها الخاصة وأن دفاعها عن الشيعة مجرد ذريعة للتدخل ووسيلة للضغط على القوى الكبرى لتحقيق مكاسب معينة لديها، وأن دفاعها عن الشيعة لا يختلف عن الذي كانت تفعله الدول الاستعمارية في الماضي، فدولة كانت تتدخل في شؤون دول عربية بحجة الدفاع عن الأرثوذكس وأخرى تفعل نفس الشيء بحجة الدفاع عن البروتستانت، وثالثة بحجة الدفاع عن المارونيين.
لو استطاعت إيران أن تحقق أهدافها مع الغرب، خاصة الولايات المتحدة، في مقابل التضحية بالشيعة وبالفلسطينيين، بل والتضحية بأداتها وعميلها في لبنان، لفعلت دون تردد.
ورد في كتاب “حلف المصالح المشتركة” للكاتب الإيراني تريتا بارزي، أنه يوم وقف جورج دبليو بوش على ظهر الفرقاطة الأميركية أبراهام لنكولن في مياه الخليج العربي وقال ان المهمة انتهت في العراق، قامت إيران بوضع جميع أوراقها على المائدة وأعلنت استعدادها للتضحية بكل أصدقائها وعملائها الذين لا ترغب فيهم الولايات المتحدة بما فيهم ما يسمى بحزب الله اللبناني.
فليت أهلنا من شيعة البحرين يدركون أن الرهان على إيران رهان خاسر، وأن إيران لا تعمل إلا من أجل إيران، مهما كانت الشعارات التي ترفعها، وأن أمننا القومي وتقدمنا نحن أهل البحرين، لن يكون مضمونا إلا في ظل تلاحمنا ووقوفنا صفا واحدا في مواجهة المؤامرات الخارجية.