هذا هو العنوان الذي نشر تحته نص خطبة الشيخ عيسى قاسم يوم الجمعة الماضي، وهو عنوان جميل لموضوع سيء، بل غاية في السوء، لأن ما جاء بعد ذلك هو دعوات أكيدة للإرهاب والتفجير والتدمير، والذي يسمع هذه الخطبة ولا يقوم بالتخريب والتدمير والإرهاب فهو غير مخلص لطائفته ولشيخه، فالشيخ يقول لا للإرهاب ولكنه لا يترك مستمعيه حتى تغلي صدورهم كالقدور ويخرجوا من المسجد وهم مستعدون لكل شيء.
انظروا لهذا النص واحكموا بأنفسكم يا أهل اللغة وأهل الخبرة في تحليل النصوص والمعاني: “كل فرارنا من الظلم، من الإرهاب، من سلب الحقوق، من هتك الحرمات، ومن التعدي على الدين، ومن إلغاء الآخر، من الاستخفاف بالدماء، من موجة التكفير وما تسببه من زلزالٍ لأمن الأمة، وتقويض ثوابت من ثوابت الدين، ونشر الرعب والفزع في أوساط الشعوب، واقتتالٍ جاهلي بين أبناء أمتنا والوطن الواحد الذي يسكنه شعبٌ من شعوب هذه الأمة”.
الذي يسمع من شيخه الذي يثق فيه ان الحكومة تمارس الظلم والارهاب وسلب الحقوق وتتعدى على الدين وتلغي الآخر وتستخف بالدماء وتقوض ثوابت الدين وتنشر الرعب والفزع، ماذا يمكن أن يفعل هذا المستمع بالله عليكم؟
صحيح أن الشيخ لم يتهم الحكومة بمنع الناس عن الصلاة والصيام والحج، ولكنه قال ما يكفي لكي يقوم الناس بإلقاء الحكومة في البحر وحرق الأخضر واليابس؟
لقد قال أحد أتباع الشيخ ممن علقوا على الخبر على الإنترنت: هل يمكن أن نسكت عن كل هذا الذي يفعل بنا من ظلم وإرهاب واضطهاد؟
هذا المعلق وغيره وصلته الرسالة بالضبط كما قصدها الشيخ، ولكن المسكين ظن أن الشيخ يريد منه فعلا أن يمتنع عن العنف والإرهاب!
هذا الموقف يذكرنا بقول أحد الشعراء: ألقاه في اليم مكتوفا وقال له.. إياك إياك أن تبتل بالماء.
فالشيخ صنع من هذا الشخص إرهابيا بامتياز رغم ان عنوان وصيته يقول لا إرهاب.. لا تدمير.. لا تخريب!
ذكاء خارق واستخدام ممتاز للغة وقدرة على المغالطة لا يفهمها المتلقي نفسه، هذا هو ما يفعله الشيخ في خطبه.
إنني أدعو المتخصصين في مجال اللغة وتحليل النصوص أن يدرسوا الخطبة الأخيرة للشيخ عيسى قاسم، لكي يعرفوا أنها تكفي لحرق العالم العربي كله وليس البحرين وحدها.