كل عام وأنتم بخيــر يا مملكة الخير

كل عام وأنتم بخيــر يا مملكة الخير

في الثالث والعشرين من سبتمبر 1932 شهد العالم مولد المملكة العربية السعودية بعد ملحمة من الكفاح المشرف بقيادة عبدالعزيز آل سعود انتهت بتوحيد هذه المملكة العظيمة التي قطعت شوطا طويلا في البناء والتنمية وظلت حتى اليوم شامخة قوية وصاحبة عطاء كبير على كل المستويات.
في ذكراها الرابعة والثمانين لا تزال المملكة العربية السعودية صاحبة عطاء فياض ولا تزال سندا ورمزا وعمقا للدول العربية والإسلامية، ولا يزال آل سعود الكرام على العهد مع شعبهم وأمتهم، ولا يزالون رعاة للمقدسات الإسلامية يقدمون الجديد من وسائل الراحة لمن يقصد هذه المقدسات من كل أركان الأرض.
في ذكراها الرابعة والثمانين لا يجب أن يكتفي الكتاب بمجرد استعراض الإنجازات الاقتصادية والاجتماعية والتنموية والعلمية التي تحققت على مدار تاريخها المضيء ولكن لابد من الاحتفاء بعطائها على المستوى العربي والإسلامي والدولي وتأثيرها على الأحداث الجسام التي تعرضت ولا تزال تتعرض لها الأمة العربية والإسلامية.
في كل الأوقات العصيبة والمحن التي مرت بالعرب والمسلمين قريبها وبعيدها كان لآل سعود موقف مشرف وكلمة واضحة نالت احترام العالم ووضعت النقاط على الحروف مثل موقفها الواضح من الإرهاب اللعين الذي يتدثر بدثار الإسلام والإسلام منه بريء، وهو الموقف الذي يعطي ثقة ودعما أكثر لمن يواجهون هذا الإرهاب ويحصن أبناء الأمة من الفكر الهدام الذي يسعى لهدمها من الداخل.
في حرب السادس من أكتوبر 1973، في تلك اللحظة المصيرية بالنسبة للأمة كلها، كان للملك فيصل بن عبدالعزيز آل سعود موقف لم ينسه التاريخ ولن ينساه أبناء هذه الأمة، حيث تجلى خلاله العطاء السعودي في أعظم صوره، فكان الفرق، ورجحت كفة العرب.
وخلال المؤامرة التي تضرب الأمة منذ أربع سنوات، يقف الملك عبدالله بن عبدالعزيز وقفة شامخة قوية في وجه الساعين لتفتيتها ويقوم بفرز الغث من الثمين ويعلن بوضوح أنه لن يقبل بهذا التفتيت.
اليقظة وبعد النظر والقدرة على الفرز التي تميزت بها المملكة العربية، إن صح هذا التعبير، صنعت الفرق في المحنة التي مرت بها جمهورية مصر العربية الشقيقة بعد الثلاثين من يونيو 2014، عندما تكالب العالم شرقه وغربه عليها وأراد حصارها، حيث وقفت رغم هذه الموجة العاتية بوضوح شديد وقالت “لن نسمح”.
ولم يكن هذا الموقف السعودي ينطلق من السعي لحماية نظام معين أو مجرد ضرب جماعة معينة، ولكنه كان ينطلق من مسؤولية سعودية تاريخية طالما تحملها آل سعود تجاه الأمة وبقائها في أوقات المحن، فهم يعلمون علم اليقين أن سقوط مصر لا قدر الله هو سقوط للأمة كلها.
السعودية تبني علاقاتها بالعالم وقواه الكبرى على أساس الاحترام المتبادل ولا تقبل التفريط في دورها التاريخي تجاه شقيقاتها العربيات، مهما كان المقابل، ومهما كان حجم الجزرة التي تقدمها لها القوى الكبرى مقابل التفريط وغض الطرف عن قضية من قضايا العرب والمسلمين.
في عيدها الرابع والثمانين، نقول لها، كل عام وأنتم بخير يا مملكة الخير، عشت وعاش آل سعود رمزا للعطاء والخير على مر الزمن.