“كله صيني”

“كله صيني”

ادخل محلا للإلكترونيات، أو الكمبيوتر المحمول أو الهاتف، ادخل محلا للملابس، واسأل عن شيء ليس مصنوعاً في الصين، سيبتسم لك البائع الهندي مشيراً بيديه: “أوول فروم تشيينا”، وإذا تجولت في المحل ستتأكد بالفعل أن كل شيء صنع في الصين.

الصين صنعت كل شيء حتى فوانيس رمضان وسجاجيد الصلاة، الصين تبيع والعالم كله يشتري، ومهم التعرف على كيفية الصعود الصيني الكبير والفائض المالي الهائل الذي أنجزه هذا البلد وجعله يتحدث والعالم كله يستمع، حتى الولايات المتحدة الأميركية والاتحاد الأوروبي.

ومن الملاحظ في الآونة الأخيرة توسيع آفاق التعاون البحريني الصيني خصوصا أن البحرين تسعى لكي تكون مركزاً مالياً في الشرق الأوسط، والصين لديها احتياطات مالية ضخمة، وهي مسألة يجب التركيز عليها في علاقات البلدين، حيث إن البحرين بحاجة لزيادة حجم تدفق الاستثمارات الأجنبية المباشرة.

ولاشك أن العالم كله سيخطب ود الصين ويسعى للحوار معها، ذلك الحوار الذي سارعت إليه الولايات المتحدة نفسها منذ عهد رئيسها بوش، وهذا السعي العالمي للشراكة مع الصين ليس غريباً، فرغم كونها دولة شيوعية إلا أنها في نفس الوقت القوة العالمية الأولى في الاحتياطي النقدي الأجنبي، فهي تملك أكثر من 2 تريليون دولار.

ولقد أثبتت الصين أن المسألة ليست مسألة آيديولوجيا فكرية أو اقتصادية وليست مسألة أفكار ولكن المسألة مسألة من الذين ينفذون هذه الأفكار على الأرض.

ألم نر جميعاً أن الأزمة المالية العالمية التي جعلت العالم الرأسمالي يركع على ركبتيه، لم تكن بالنسبة للصين أكثر من تخفيض ضئيل ومؤقت لقطار الاقتصاد الصيني السريع؟!

وأهم ما أعجبني في الصين أنها تعمل في صمت ولا تطلق آلات البروباغاندا الصاخبة لتتحدث عن الإنجازات التي تحققها رغم ضخامة هذه الإنجازات على أرض الواقع، وكذلك تخلصها من ذكريات الماضي البغيض ومن الحديث عن نظريات المؤامرة واتخاذها شماعة لتبرير الفشل كما تفعل دول كثيرة.