الحادث الإرهابي الحقير الذي راح ضحيته النائب العام المصري المستشار هشام بركات هو رسالة إلى مصر وإلى الأمة العربية كلها من الإرهاب ورعاته في العالم وفي المنطقة مضمونها أنهم قادرون على الوصول إلى مدى بعيد في خطتهم الإجرامية ضد هذه الأمة، فهم يقولون لنا: لا تطمئنوا ولا تعتقدوا أن الحرب انتهت، فنحن قادرون على اختراق الأجهزة الأمنية في دولة عربية كبيرة مثل مصر، نحن قادرون على هز عمود الخيمة وقادرون على كسره! نحن لسنا مجرد جماعة أو مجموعة من الخونة الكارهين لأوطانهم ودينهم، مجردين من الإنسانية والضمير، ولكننا مؤسسات كبيرة ودول، وسنمضي إلى أقصى مدى في فرم المنطقة التي تعيشون فيها ولدينا من الخونة وتجار الدين ما يكفي لتنفيذ المزيد من العمليات الكبيرة ضدكم!
سوف نضرب القضاء بكل قسوة وسوف نبث الرعب في قلب كل قاض حتى نسقط هذه المؤسسة العتيدة التي لعبت دورا كبيرا في عدم سقوط مصر حتى اللحظة.
لابد أن يسقط القضاء كي تعم الفوضى ويكتمل المخطط وتتفتت مصر ثم السعودية ثم ينتهي كل شيء!
ها نحن قد قتلنا النائب العام المصري بما له من مكانة ورمزية، فلتتوقفوا أيها القضاة عن القيام بدوركم ولتفسحوا المجال للمؤامرة وتتركوا أبطالها وأدواتها الحقيرة دون عقاب.
هذه هي رسالة الإرهاب إلى مصر والأمة، رسالة الإرهاب الذي ترعاه دول في منطقتنا وتقدم له ملايين الدولارات وتتولى تنفيذ مخططات أجهزة الاستخبارات الكبرى في العالم، فهل يمكن أن تفعل هذه الرسالة فعلها في مصر الكبيرة التي نجحت حتى الآن في وقف هذا الزحف الحقير؟
أما رسالتنا نحن إلى الإرهاب وأهله فهي: إنكم لن تنجحوا في هز عمود الخيمة، وإن القلب سيظل نابضا،رغم كل ما فعلتموه بالأطراف من إصابات بليغة، قد يسقط مئات أو آلاف من الرجال، وقد ترتوي أرض مصر من شمالها لجنوبها بدماء الرجال، ولكن لن تسقط مصر، لأن التاريخ يقول ذلك، التاريخ يقول إن كل المؤامرات تكسر هنا على أرض الكنانة، مصر التي نعرفها لن تزداد بضربات الغدر إلا قوة وتصميما على دحر الإرهاب والقضاء على المؤامرة.
وأما رسالتنا إلى جند مصر ورجال أمنها، فهي: اصمدوا أيها الرجال واعلموا أنكم في مهمة مقدسة وأن مهمتكم هذه سيسجلها التاريخ، فهذه المرحلة العصيبة هي مرحلة فاصلة في تاريخ هذه الأمة، فإما أن نكون أو لا نكون. وإن قدر مصر دائما أن تقدم الشهداء، فبدون الشهداء، الذين هم أكرم منا جميعا، لن نصنع التاريخ.
ولا ننسى أن نوجه رسالتنا إلى أسرة الشهيد وإلى القضاء المصري الشامخ ونقول لهم نحن معكم ومصابنا واحد وإن رصاصات الغدر التي سكنت أحشاء الشهيد هي في الحقيقة موجهة إلى أحشاء الأمة كلها وتريد قتل الأمة كلها، فلعنة الله على الإرهاب وأهله أجمعين.