كلنا سعوديون
بثينة خليفة قاسم
16 أكتوبر 2018
الطريقة والتفاصيل التي أديرت بها مسألة اختفاء الصحفي السعودي جمال خاشقجي تبين بوضوح وجود خطة غدر واضحة ومؤامرة قذرة جرى إعدادها واخراجها لابتزاز المملكة العربية السعودية من قبل عدة أطراف وليس طرف واحد.
التهمة بدت جاهزة ومعدة سلفا من قبل الساعين للاضرار بالمملكة ،وحتى الأخبار التي نشرت من البداية ومن قبل أي تحقيق فاحت من خلالها روائح الغدر والخيانة منذ اللحظة الاولى،حيث تم توجيه التهمة مباشرة وكأن هذه الأخبار قد كتبت قبل وقوع الاختفاء ،وهذا يكشف سوء النية ويبين اعداد سيناريو كامل.
رئيس دولة ينفخ اوداجه مهددا من أجل رد الجميل للدولة الصغيرة التي قدمت له العطايا ،واخر يصنع فخا خبيثا للوصول لأهدافه غير النبيلة .
وليست المباديء والأخلاق وحقوق الإنسان هي التي تحرك هذا أو ذاك ،ولكنها المكيافيلية في أحقر صورها وممارساتها،فأحدهما قام بفرم معارضية والتنكيل بمئات الألوف من أبناء شعبه ،والأخر يقوم بالقصاص من الضحايا والمظاليم الفلسطينيين !ولكن هل ستقبلها الشعوب الإسلامية والعربية هذه المرة ؟ ألم تنضج هذه الشعوب وتعرف الفخ الذي نصب لدولها منذ سنوات والذي يصطاد دولها واحدة تلو الأخرى ؟
لا أعتقد أننا سنخدع مرة أخرى، فهذه المرة الحكاية واضحة وضوح الشمس في وضح النهار ،فالشخص البسيط من خلال قراءته للمواقف والتصريحات خلال شهر قبل عملية اختفاء خاشقجي يستطيع أن يشم رائحة المؤامرة .
“الهاشتاغ” الذي تبادله الملايين على التويتر في وقت قياسي دعما للشقيقة السعودية ورفضا المؤامرة ،يدل على أن شعوبنا قد استوعبت الدرس وان حكاية خاشقجي لن يمكن استخدامها كرأس ذئب طائر يعاقبون بها من يشاءون ويبتزون بها من يشاءون ،فهذه المرة كلنا سعوديون.