كلمة أوباما وخيبة الأمل

كلمة أوباما وخيبة الأمل

الذي يستمع لكلمة الرئيس الأميركي باراك أوباما أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة يجد ان الشعب الاسرائيلي يعاني أشد المعاناة من تنكيل الفلسطينيين به ومن الصواريخ الفلسطينية الظالمة التي تتساقط على رؤوسهم ليل نهار.
ليس هناك أي خطأ لغوي في الجملة السابقة، فهكذا جاءت بالفعل كلمة الرئيس الأميركي مملوءة بالأسى والتأثر بسبب الترويع الذي يعيش فيه أطفال إسرائيل الأبرياء بسبب الإرهاب الفلسطيني.
الرئيس أوباما في كلمته أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة قال ان التزام الولايات المتحدة بأمن إسرائيل لا يقبل النقاش، فإسرائيل محاطة بالشعوب العربية التي تكن لها الكراهية وتحدث طوال الوقت عن إسرائيل كضحية وتحدث عن معاناة أطفال إسرائيل في المستوطنات بسبب الصواريخ الفلسطينية التي تروعهم.
لا يوجد جديد في موقف الولايات المتحدة المنحاز للدولة الفلسطينية طوال الوقت، فالكيل بمكيالين والتناقض هو السمة الأساسية التي تتصف بها السياسة الأميركية، فالرئيس أوباما أسهب في الحديث عن الربيع العربي وعن حقوق الشعوب العربية في الحرية والديمقراطية وعن تأييد الولايات المتحدة لحركات الاحتجاج العربية، وكأن الشعب الفلسطيني ليس من الشعوب العربية.
الجديد الذي قدمه أوباما هو حلقة جديدة من التناقض وعدم الالتزام بالوعود، وعدم احترام الشعوب العربية، رغم أنه في الكلمة ذاتها أعلن تأييده لهذه الشعوب ولمطالبها المشروعة وخصص جزءا كبيرا من كلمته من أجل الربيع العربي وتغيير الأنظمة التي حكمت دولها لعقود، وكأن الربيع العربي من إنجازات الولايات المتحدة.
الرئيس الأميركي رسم الإحباط على وجه صائب عريقات وأعضاء الوفد الفلسطيني الذي استمع للكلمة وملأ قلوب العرب بالاحباط وخيبة الأمل عندما أغلق باب الأمل أمام الفلسطينيين في الحصول على تأييد الجمعية العامة لقيام الدولة الفلسطينية المستقلة وقال ان الأمم المتحدة ليست المكان المناسب لتحقيق السلام بين الدول، ولكن التفاوض بين الفلسطينيين والاسرائيليين هو الذي سيحقق هذا السلام، وكأنه يقول للفلسطينيين عليكم أن تنتظروا إلى الأبد لكي تكون لكم دولة، فطالما أن الولايات المتحدة موجودة، وطالما أن رؤساء أميركا يحتاجون إلى أصوات اليهود ويخشون اللوبي الصهيوني، فلن تكون هناك دولة فلسطينية ولن يكون هناك سلام.
الرئيس أوباما يمكن أن يتحمل ما سيصفه به العرب من تناقض وعدم احترام للتعهدات، ولا يشغله على الاطلاق تلك المسافة الشاسعة التي تفصل بين كلمته أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة قبل أيام، وبين كلمته التي ألقاها في جامعة القاهرة في بداية ولايته وشنف خلالها أذان العرب إلى درجة أن الحاضرين هتفوا باسمه على طريقة جماهير الكرة عندما تهتف بأسماء اللاعبين البارعين.
الرئيس أوباما يشغله الآن أن يحصل على ولاية ثانية بدعم اللوبي الصهيوني وحتى لا يصبح من بين من سبقوه صاحب ولاية واحدة فقط.
زبدة القول:
الفرق بين كلمة أوباما في جامعة القاهرة وكلمته في الأمم المتحدة أنه في الأولى مدح العربي وأخذ منه عباءته، ولكنه في الثانية مدح العربي وأخذ منه الأمل.