نعم يا صاحب الجلالة.. اليوم نبادلكم حبا بحب.. ونقدم لكم بيعة الحب والولاء.. لقد بنيتم البحرين الحديثة، وحافظتم عليها، ولطالما دعوتم أبناء شعبكم إلى نبذ الفرقة والتنابذ والوقوف في وجه الفتنة البغيضة. أمس قمتم بالشيء الذي تحبونه دوما وهو الالتقاء بأبناء شعبكم وجها لوجه، تحسون بنبضهم عن قرب دون أي حواجز، وتداوون الجراح بأيديكم الكريمة.
أمس خرج أبناء المحرق العريقة ليبايعوكم على الحب والولاء ويعلنوا للعالم كله أننا جميعا متمسكون بمشروع جلالتكم الإصلاحي الذي هو مشروعنا ومستقبل أبنائنا، وليعلنوا بصوت عال أننا سنعض عليه بالنواجد، وسنقف صفا واحدا في وجه أي محاولات تريد النيل منه والعبث بمقدراتنا.
أمس أجاب المخلصون لهذا البلد الطيب عن كل التساؤلات وكل الأسئلة وعلى كل من أراد التشويش على مسيرة البحرين خلال الأيام التي مضت.
في عهدكم يا جلالة الملك لم يقصف قلم، ولم يسجن صحافي أو كاتب.
وعدتم فأوفيتم، فاصبحت حرية الكلمة من أهم مميزات عهدكم الميمون. قلتم إن مشروع جلالتكم الإصلاحي بحاجة إلى كل صاحب قلم حر، وإن الصحافة الحرة هي منارة الإصلاح والانفتاح السياسي، وإنها الضمانة الأكيدة لوحدة الوطن وتقدمه الديمقراطي والاقتصادي والاجتماعي. وهاهم أبناء شعبكم من أصحاب الأقلام الشريفة الساعية إلى بناء هذا الوطن يحملون الأمانة ويقسمون لكم أنهم لن يرضوا بديلا لمسيرتكم الميمونة.
في عهدكم يا صاحب الجلالة تحقق الإحساس بالأمان، فانطلق الجميع يعبرون عن آرائهم بصوت واضح دون ارتعاش. وفي عشر سنوات كبرت الممارسة الديمقراطية ما لم تكبره في مئة عام، وشهد العالم أن البحرين تشهد إصلاحا حقيقيا، خاصة وأن ديمقراطية البحرين لم تفرض عليها من أي طرف خارجي ولكنها جاءت نتيجة لإحساسكم الكريم بنبض شعبكم وبمتطلبات المرحلة التي نعيش فيها.
لم تزعج جلالتكم تلك الأصوات التي تعاملت مع الحرية والديمقراطية بدرجة كبيرة من المراهقة السياسية، لثقتكم في نجاح هذا المشروع الإصلاحي ولثقتكم في أن الغالبية من أبناء شعبكم سيكونون دوما جنودا صامدين مدافعين عن مكتسباتهم رافضين لكل محاولات الارتداد والنكوص.
في عهدكم نالت المرأة البحرينية كل الرعاية والتقدير، وكان تبنيكم لقضاياها محل تقدير من العالم كله، ولذلك ستظل المرأة البحرينية وفية لجلالتكم وسيكون أداؤها دوما محل تقدير من جلالتكم حتى يكتمل مشروع جلالتكم الإصلاحي، الذي هو مشروع الحاضر والمستقبل.
دعوتنا يا صاحب الجلالة إلى الوقوف في وجه العنف والإرهاب، ولن نكون إلا جنودا مخلصين، وسنقف بالكلمة في وجه الإرهاب بكافة صوره، وسنعمل دوما على كشف كل من يسعى لهز استقرار هذا البلد الآمن، مهما كانت وسائله.
وقد رأيتم على وجوه أبناء شعبكم في المحرق ذات التاريخ وفي غيرها من محافظات البحرين ما يسر قلبكم الكبير الذي يتسع لكل أبناء هذا البلد دون استثناء.
إن أقل ما يقدمه أبناء المحرق الأوفياء لجلالتكم هو تجديد البيعة لجلالتكم وتقديم الدليل للعالم أجمع أنكم في قلوب أبناء هذا الشعب.
ولنقولها جميعا مدوية اليوم يا أبناء البحرين الأوفياء اننا لن نرضى بديلا لمسيرة البناء والتنمية والوئام التي يريدها لنا صاحب الجلالة، فهي الضمان الأكيد للحاضر والمستقبل.