27 يناير 2019
كتاب ولاد المرة ..وكتاب ولاد الوسخة
الذي يعرف اللهجة المصرية حتما سيعرف مدى بذاءة هذين التعبيرين وسيعرف سبب الضجة التي ثارت في القاهرة خلال الأيام الماضية بمناسبة افتتاح معرض القاهرة الدولي للكتاب في يوبيله الذهبي .ففي الدورة الخمسين لمعرض القاهرة للكتاب فوجيء المثقفون وفوجيء القراء ورواد وسائل التواصل الاجتماعي بصدور كتابين تحت العنوانين السابقين ( ولاد المرة …وولاد الوسخة).
ولكي نبسط الأمر لمن لا يعرف اللهجة المصرية ،فكلمة ( المرة ) بفتح الراء وليس بتشديدها والتي تعني المرأة تعتبر من الكلمات البذيئة في العامية المصرية ،اما عبارة ( ولاد الوسخة ) فلا تحتاج إلى شرح .وعندما علم المثقفون والقراء ورواد وسائل التواصل الاجتماعي بصدور كتابين تحت العنوانين السابقين حدثت ضجة كبيرة وتم رفض الكتابين لمجرد صدورهما بهذين العنوانين المخالفين للتقاليد ولأخلاق المجتمع .
والذي زاد الطين بلة لدى الجميع هو أن الدار التي نشرت الكتابين تسمى دار ” مهذبون “، وازداد الأمر اشتعالا وازدادت دهشة الكثيرين عندما صرحت وزيرة الثقافة المصرية خلال افتتاح معرض القاهرة للكتاب قبل أيام أن مضمون الكتابين مضمون جيد ولا علاقة له بالعنوانين المذكورين .
وبين عشية وضحاها أصبح الكتابان محور حديث واهتمام الملايين من المصريين وبطبيعة الحال سينتقل نفس الاهتمام لمواطني دول عربية أخرى ،وهذا أمر طبيعي ،فكل ما يصطدم بالاخلاق والتقاليد يصبح محل اهتمام الجميع ،فتجد الكل ينتقده وتجد الكل يبحث عنه ويحرص على اقتنائه كما كان يحدث مع رواية أولاد حارتنا للأديب الكبير نجيب محفوظ .
وعلى الرغم من أن ناشر الكتابين قال صرح أن النشر لديه مجرد هواية وأنه لا يسعى إلى الكسب،الا أنه سيكون أكثر الرابحين ماديا من معرض الكتاب ومن الناشرين عموما من خلال مبيعات هذين الكتابين .
أنا شخصيا لا أعرف شيئا حتى اللحظة عن مضمون هذين الكتابين، ولكنني رغم ذلك لا أبريء الكاتب أو الناشر من نية السعي إلى تحقيق الربح من هذين العنوانين عن طريق الاستفادة من طبيعة البشر في حب الاستطلاع خاصة عندما يتعلق الأمر بالمحرمات والخروج عن المألوف في عادات وتقاليد المجتمع .