يعد تدشين قناة البحرين انترناشيونال ،التي أعلن عنها الشيخ فواز بن محمد آل خليفة رئيس هيئة شئون الاعلام ،خطوة هامة وجيدة على طريق تطوير الاعلام البحريني الذي بدأه الشيخ فواز وحقق فيه خطوات ملموسة.
فالبحرين في حاجة ماسة لتوصيل صوتها إلى الخارج،خاصة وأنها عانت خلال سنوات مضت، – وبخاصة في أوقات الأزمات التي مرت بها- عانت من سوء الفهم في الخارج،وعانت من القوالب الجامدة التي يرسمها الغرب للمنطقة التي نعيش فيها.
والبحرين ليست أقل من غيرها من الدول التي استطاعت أن تطلق قنوات تلفزيونية قوية ترسم لها صورة طيبة في الخارج،خاصة في إطار جو الحرية الاعلامية التي تنعم بها في ظل المشروع الاصلاحي لجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة.
صحيح أن المنافسة أصبحت شرسة في عالم الفضائيات،بسبب الزحام الهائل الناتج عن زيادة عدد القنوات الفضائية خلال السنوات الماضية،إلا أن المضمون الجيد والقالب الجيد والعنصر البشري الجيد يمكن أن يجعل الغلبة والبقاء لهذه القناة أو تلك.
وبالتالي فليس المهم هو تدشين قناة موجهة للخارج تنطق بلغته،ولكن المهم هو أن تبدأ هذه القناة قوية وتقدم الجديد شكلا ومضمونا،لكي تقنع المشاهد أن يتوقف عندها من بين هذا العدد الهائل من القنوات،خاصة وان قنوات عربية قوية قد بدأت منذ سنوات وعرفها الجمهور منذ سنوات،ودائما الذي يبدأ أولا ينال الشهرة والذيوع أكثر من الذي يأتي بعده،إلا إذا استطاع الأخير أن يقدم شيئا يقنع الجمهور بأن يعيد حساباته ويرتب اختياراته من جديد.
هناك قنوات كبيرة انطلقت من دول صغيرة الحجم في بداية الثورة الفضائية واستطاعت بما رصد لها من إمكانيات مادية ان تصنع صورة طيبة لهذه الدول رغم أنها لا تتناول الشأن الداخلي في هذه الدول،ولكن مجرد انتمائها لهذه الدولة أوتلك ساعد في صنع هذه الصورة،بالضبط كما استطاع فريق البرازيل لكرة القدم أن يصنع للبرازيل صورة ذهنية رائعة لدى شعوب العالم،ليس في هذه الأيام فقط، ولكن منذ أن كانت البرازيل دولة عادية من حيث القوة الاقتصادية.
نحن نريد لقناة البحرين انترناشيونال أن تبدأ قوية لكي تظل قوية،ولن تتحقق هذه القوة إلا بانتقاء العناصر البشرية الجيدة ذات الخبرة في مجال الإعلام المرئي، مهما كانت جنسيتهم ،وتوفير الميزانية الكافية لكي تستطيع أن تساير غيرها من القنوات ذات الإمكانيات التقنية والبشرية الكبيرة.
ويجب ألا تبدأ قناتنا بثها التجريبي إلا وهي مكتملة الأركان لأن الانطباع الأول عن أي شيء هو الذي يدوم،والأهم من ذلك أن تنعم هذه القناة بالحرية الكاملة في انتقاء ومعالجة مضامينها المختلفة،حتى لا يتم تصنيفها من البداية بشكل يضر بسمعتها ومستقبلها.
ونحن في النهاية نضع ثقتنا التامة في الشيخ فواز بن محمد آل خليفة وقدرته على تدشين قناة تليق بالبحرين وتضعها في المكان الذي تستحقه على خريطة الإعلام المرئي.