الذي يسمع كلام علي سلمان وهو يخطب في أتباعه ومريديه الطائفيين دون أن يعرف جنسيته وأهدافه ويرى المكان الذي يتحدث فيه يعتقد أنه يتحدث عن كفاح الشعب الجزائري ضد الاحتلال الفرنسي وليس عن البحرين الهادئة الجميلة التي يحسدها القريب والبعيد على هدوئها وطيبة شعبها ومساحة الحرية التي ينعم بها هذا الشعب.
كلام عن شهداء، عن سجناء، عن اضطهاد، بلغة نارية، ومفردات كدانات المدافع، ولم يبق أمام الرجل إلا أن يطالب بالقصاص للمجاهدة جميلة بوحيرد ويعلن أن البحرين هي بلد المليون شهيد!
هذا ليس تهكما، ولكن هذا المشهد الذي صنعه علي سلمان وجماعته هو مشهد سينمائي لا يمثل البحرين ولا شعبها من قريب أو بعيد.
قل ما شئت من كلام مرسل وطالب بما شئت من مطالب، وصور الأمر لمن يسمعوك على أنك ومن معك تعيشون في محرقة دائمة ولا تجدون اللقمة ولا الحرية وأنكم مضطهدون محرومون من كل شيء، ولكن لا تتحدث باسم الشعب، لأن الشعب البحريني لم يعطك تفويضا لكي تتحدث باسمه.
الشعب البحريني أكثر بكثير من أتباعك ومريديك ومن يريدون تفريغ هذه البلاد من أهلها وتحويلها إلى دولة شيعية تابعة للولي الفقيه.
نبرتك الهادئة التي استخدمتها في حديثك عن الشعب وقولك إن ما تطالب به لا يمثل الشيعة هو كلام في كلام ولا يمكن أن يخفي الحقيقة الواضحة كوضوح الشمس في رابعة النهار وهي أن حركتكم الطائفية تريد أن تقلب الأوضاع لصالح فئة وليس لصالح الوطن كما تزعمون بهذه العبارات وهذه النبرات المرتفعة تارة والناعمة الخادعة تارة أخرى.
الشعب البحريني ليس شعبا جاهلا ولن تنطلي عليه هذه المغالطات ولن يقبل أبدا استعداءكم للخارج على الوطن الآمن المستقر!
إننا على استعداد للعودة إلى حياة الكفاف، ومستعدون لأن نربط أحجارا على بطوننا بدلا من مخاطبة الخارج ليغير لنا شيئا في وطننا لأننا نعرف ما الذي سوف يأتي لنا به هذا الخارج الذي تستنجد به!
لسنا مستعدين لكي نوصل وطننا الآمن إلى الخراب الذي تسعى إليه أنت وثلة ممن معك لأننا لا مكان لنا سوى هذا الوطن، أما أنت ففي لحظة تعرفها سوف تطير إلى مكان ينتظرك تعيش فيه معززا مكرما ولا فرق لديك.
قل ما شئت ونحن نقول ما نشاء يا علي سلمان ولكن لا تتحدث باسم الشعب لأن الشعب بريء مما تقول،اذهب للانتخابات أو لا تذهب فالبحرين أكبر بكثير من فئة ولن تستطيع فئة أو جماعة تحت أية ظروف أن تبتلع دولة بكاملها.