قرار دولة قطر بإبعاد قيادات جماعة الإخوان الإرهابية عن أراضيها يعد خبرا كبيرا خلال هذا الأسبوع أيا كان الدافع وأيا كانت النتائج، فهو في كل الأحوال قرار مهم خلال هذه المرحلة التي تضررت فيها علاقات قطر مع مصر ومع شقيقاتها الخليجيات.
القرار كان مطلوبا منذ فترة كبند من بنود تصفية الأجواء بين قطر وشقيقاتها العربيات بعد أن قام تنظيم الإخوان بما قام به من عمليات إرهابية وسعي واضح لإسقاط الدولة المصرية برمتها.
القرار القطري بطبيعة الحال سوف يقتل بحثا في وسائل الإعلام وعلى صفحات الصحف، خصوصا أنه تأخر نسبيا ثم صدر في ظل ظروف ومواقف دولية أصابها نوع من التغيير.
سيقول البعض، تماما كما يقول أعضاء الإخوان المسلمين ومؤيدوهم، إن الضغوط السعودية الكبيرة هي التي جعلت قطر تتخذ هذا القرار.
وسيقول البعض الآخر إن هناك أسبابا أخرى هي التي أدت إلى هذا القرار ولا علاقة بين الضغوط السعودية والخليجية وبين ما حدث، خصوصا أن هذه الضغوط الخليجية ليست وليدة اليوم ولكنها تمارس منذ وقت طويل ولم تؤت ثمارها، والأسباب الحقيقية تكمن في تغير الموقف الأميركي تجاه جماعة الإخوان بعد ان تعالت أصوات أميركية كثيرة مطالبة الادارة الأميركية باحترام إرادة المصريين الذين أسقطوا الرئيس الإخواني وأتوا بالسيسي رئيسا للبلاد، وبعد أن ربطت أميركا بدرجة ما بين إرهاب الإخوان وإرهاب داعش،وبناء على ذلك كان لابد أن يتخذ أمير قطر هذا القرار بعد أن كبرت القصة وتجاوزت مسألة تحدي قطر لمصر ولبعض شقيقاتها العربيات.
وسوف يقول أصحاب الرأي الثالث إن ما قامت به قطر هو قرار شكلي فقط وإنها سترعى قيادات الإخوان وتدعمهم بكل أنواع الدعم أينما ذهبوا، وإن مسألة التواجد المكاني على أراضيها ليست الشيء الأهم، فالمدد والتمويل يمكن أن يذهب إليهم في تركيا أو تونس أو ماليزيا أو غيرها من الدول.
وسواء كانت ضغوط العرب أو ضغوط أميركا هي السبب، فالمهم أن هناك قرارا اتخذ بإبعاد رؤوس الإرهاب عن الأراضي القطرية وهذا في حد ذاته شيء جيد، فلا يجوز تحت أية ظروف أن تتخذ أراضي دولة عربية كمنصة لهدم مقدرات دولة عربية أخرى.
فالمشكلة لا تكمن في مجرد إقامة عدد من القيادات الإخوانية المطاردة أمنيا والمطلوبة في قضايا قتل وحرق وتخريب وتخابر على الأراضي القطرية، ولكنها تكمن في إعطاء الفرصة الكاملة لهذه القيادات لتمارس التحريض على العنف والدعوة إلى التظاهر ضد النظام في مصر من خلال منبر إعلامي كبير يتم من خلاله إعطاء الأوامر واستخدام إشارات متفق عليها لتنفيذ عملية كذا أو كذا.
والذي يريد أن يتحقق من صدق كلامي عليه أن يتابع قناة “الجزيرة مباشر مصر” ليوم واحد وسوف يتبين أنها لا تقدم شيئا سوى التحريض على نظام الحكم في مصر وكأن الحكومة المصرية الحالية حكومة احتلال.
إننا لم نسمع أو نقرأ في تاريخ الإعلام عن قناة مخصصة من قبل دولة لتناول شؤون دولة أخرى واحدة سوى قناة الجزيرة مباشر مصر، وهذه مسألة في حد ذاتها تدعو على الأقل للشك والتساؤل!.