فوز روحاني… هل يغير ثوابت السياسة الإيرانية؟

فوز روحاني… هل يغير ثوابت السياسة الإيرانية؟

بعد سنوات من حكم المتشددين في إيران وما نتج عنه من آثار سلبية على المنطقة برمتها وعلى الشعب الإيراني أيضا، فاز حسن روحاني بالرئاسة الإيرانية بشكل حاسم، فهل فوز روحاني سيأتي بصفحة جديدة في العلاقات بين إيران وبين الغرب من ناحية وبين إيران وجيرانها العرب من ناحية ثانية؟
هل يمكن أن تتغير السياسة الإيرانية في المنطقة وتكف إيران عن التدخل في الشؤون الداخلية لجيرانها، خاصة البحرين التي عانت أكثر من غيرها من هذه التدخلات في ظل حكم نجاد؟
هل يكون رد روحاني إيجابيا على تغريدة وزير الخارجية البحريني على التويتر ويستجيب لفتح صفحة جديدة مع دول مجلس التعاون الخليجي؟
من الواضح، ليس فقط من خلال الحملة الانتخابية لروحاني، ولكن من خلال تاريخه السياسي في التفاوض والتعامل مع العالم، إنه رجل يتسم بالمرونة والاعتدال وبالبحث عن البدائل السياسية المختلفة لحل المشكلات، وقد نجح خلال إدارته للملف النووي الإيراني في إقناع الغرب بالجلوس على طاولة التفاوض، واستطاع أن يخفف العقوبات التي يفرضها الغرب على بلاده خلال تلك الفترة.
ولكن هل يمكن أن تنقلب سياسة دولة مثل إيران رأسا على عقب بمجرد تولي شخص معتدل للسلطة؟ أم إن النظام الإيراني له خطوط عريضة وله مربع معين لا يجوز كسره والخروج منه، سواء كان الرئيس معتدلا أم متشددا؟
هل يمكن أن تتخلى إيران بالكلية عن مشروعاتها المعروفة في المنطقة العربية وتقوم بتوجيه وكلائها في المنطقة في اتجاه التهدئة مع من حولهم، لمجرد أن رئيسا مرنا يؤمن بالتفاوض والبحث عن البدائل في حل مشكلات بلاده قد فاز بمنصب الرئاسة؟
لا أعتقد، ولا يمكن لعاقل أن يتصور أن تتغير ثوابت السياسة الإيرانية بين يوم وليلة، ولا يمكن لذلك أن يحدث إلا إذا جاء إلى الحكم في إيران نظام جديد تماما وبعيد كل البعد عن أهداف ومخططات أبناء الخميني، متشددين كانوا أو معتدلين؟
فالسياسة الإيرانية المرسومة منذ مجيء الثورة الخمينية منذ ثلاثة عقود لم تتغير، ولا يمكن للاصلاحين أن يختلفوا عن المتشددين إلا في طريقة حياكة السجادة أو إنفاذ هذه السياسة.
ولكننا على الرغم من ذلك نطالب الرئيس الإيراني الجديد أن يوقف التدخل الصارخ لبلاده في شئون بلادنا، ونقول له إن السياسة الإيرانية خلال سنوات حكم سلفه نجاد قد أشعلت نار الطائفية في المنطقة برمتها ووضعت الجميع على حافة البركان، وإذا استمرت السياسة الإيرانية على هذا النحو، فسوف يكون مصير المنطقة كلها في مهب الريح.
نطالب الرئيس الإيراني بوقف التصريحات الإيرانية العدائية تجاه البحرين واحترام سيادتنا بعد أن شهدت سنوات حكم نجاد قدرا كبيرا من الاستفزاز والتدخل في شؤوننا وشق صفوف الشعب البحريني.