المخطط الإرهابي الذي خطط له الحرس الثوري الإيراني وما يسمى بحزب الله اللبناني مستخدما بعض الخونة معدومي الوطنية والضمير يؤكد أن إيران ماضية دون توقف في مخطط إثارة الفوضى في دول الخليج العربي من خلال التحريض الطائفي ودفع البعض من أبناء المذهب الشيعي لارتكاب حماقات معينة من أجل هز استقرار دولنا من ناحية ومن أجل تشويه الشيعة وطعنهم في وطنيتهم وولائهم لدولهم.
نعم إيران تفعل ذلك وليس في الأمر مبالغة، فهي حريصة على تشويه الشيعة وإثبات عدم ولائهم لدولهم وذلك لدفعهم جميعا للاصطفاف في خندق واحد وجعلهم دائما متوترين لا يشعرون بالأمان حتى يتسنى لها تنفيذ مخططها على نحو أسهل وأقل تكلفة، فميدان المعركة التي تريدها الأرض العربية والذين سيخوضون هذه المعركة هم أبناء العرب وهم أيضا وقودها وهم الذين سيصبحون كالريشة في مهب الريح.
إيران تحاول أن تفعل مع الشيعة العرب ما فعلته إسرائيل مع اليهود المنتشرين في أنحاء العالم عندما قامت العصابات الصهيونية باغتصاب أرض فلسطين، حيث عملت هذه العصابات على إغراق اليهود في المشكلات وحرضتهم على الدول والشعوب التي كانوا يقيمون فيها وفي نفس الوقت حرضت هذه الشعوب ضدهم لكي يتم اضطهادهم وإجبارهم على الهجرة من هذه الدول إلى الدولة الصهيونية الجديدة.
ومن أمثلة ذلك، عندما أيقن الصهاينة الأوائل أن الثورة الجزائرية سوف تنجح، أوعزوا لليهود الذين كانوا يقيمون في الجزائر آنذاك أن يقفوا ضد الثورة لكي يضمنوا قيام النظام الجديد الذي ستأتي به الثورة باضطهاد اليهود وبالتالي يتحقق الهدف وهو هجرة اليهود إلى أرض فلسطين المغتصبة.
الفرق الوحيد بين التكتيك الصهيوني والتكتيك الإيراني هو أن إيران لا تريد لإخواننا الشيعة أن يهاجروا إلى أراضيها، ولكنها تريد أن تستخدمهم كجسر للدخول إلى الأراضي العربية وتنفيذ مخططها الساعي للهيمنة على المنطقة.
إيران لم تنجح حتى الساعة في سعيها من أجل بث الإحساس بالاضطهاد لدى أبناء الطائفة الشيعية، ولذلك فهي تعتمد على شرذمة من الخونة الذين لا ضمير لهم ولا وطنية ولا دين لكي يمارسوا القتل ويريقوا دماء أبناء وطنهم، على اعتبار أن هذه الدماء هي أضمن وسيلة لبث الشقاق والكراهية بين أبناء الشعب الواحد وقطع الطريق على محاولات تقوية اللحمة الوطنية بين أبناء الوطن الواحد.
ولذلك فإن أقدر فئة على محاربة المخطط الإيراني الصفوي هم الشيعة العروبيون الرافضون للهيمنة الإيرانية. هؤلاء كثيرون وموجودون في العراق والبحرين وفي لبنان.
لقد آن الأوان أن يتحرك الشيعة الوطنيون الذين لا يتبعون ولاية الفقيه وأن يعلنوا أن وطنيتهم لا غبار عليها وأنهم ليسوا أداة لأحد وليسوا جنودا إلا لبلادهم التي ينتمون إليها ويموتون من أجلها.
ما نقوله ليس خيالا أو أمرا بعيدا عن الواقع، فبإمكان الشيعة المحبين لبلادهم الذين لا يرضون بديلا لأعلام بلادهم أن يصنعوا تاريخا لبلادهم في هذه اللحظة التاريخية الخطيرة وأن يعلنوا انتهاء الاستغفال.