خلال الأسبوع الماضي فاجأتنا مواقع التواصل الاجتماعي بتفاهة جديدة من تفاهات العقل العربي والتي تدل على أن حالنا لم يعد يسر عدوا ولا حبيبا.
فقد فاجأنا عباقرة التاريخ والانثربولوجي من أبناء العراق الذين يستخدمون مواقع التواصل الاجتماعي في نشر نظرياتهم العبقرية بكشف جديد من اكتشافاتهم التي ستغير حال المنطقة برمتها وتقضي على الإرهاب وتخلصنا من داعش ومن غيرها من العصابات التي تنخر في جسد الأمة وتجرها نحو التحلل.
لقد أخبرنا هؤلاء المتبحرون في علم أصول الرؤساء والمشاهير بأن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين هو من أصول عراقية وأن اسمه الأصلي هو عبدالأمير أبو التين، حيث كان والده جاسم بائع التين يقطن في الناصرية بجنوب العراق، ولمزيد من التوضيح كان يبيع التين الطازج في فصل الصيف ويبيع التين المجفف في فصل الشتاء، وله حسنة في قفاه.
وجاء ضمن ما نشر أن الرجل كان فقيراً فهاجر إلى روسيا و تزوج من امرأة روسية اسمها “ماريا ﻻفنونوف” وأنجبا طفلاً اسموه “عبد الأمير” ولكن كان يصعب على السكان الروس نطق الاسم بهذا الشكل فاختصروا تسميته بـ «فلاديمير» لسهولة النطق، كما اطلقوا على جاسم أبوالتين «بوتين» لسهولة النطق أيضاً، وأصبح اسم الابن في بطاقة الأحوال الشخصية «فلاديمير بوتين» أي عبد الأمير أبوالتين.
هو تفسير منطقي وله وجاهته وهو على الأقل يسير على نهج الرئيس الراحل معمر القذافي الذي قام بكشف أصول الشاعر الانجليزي العظيم وليم شيكسبير وأثبت لنا نسبه العربي واسمه الأصلي وهو “الشيخ زوبير”.
أنا شخصيا توقعت أن كرامات كثيرة سوف تظهر منذ أعلن الرئيس بوتين الحرب على داعش في سوريا وأبدى استعداده لتلبية دعوة العراقيين لحرب داعش في العراق، ولم يطل الوقت حتى صدقت توقعاتي، فقد جاء من أبناء شيعة العراق من يقول إن الفرق بين كلمة شيعي وكلمة شيوعي حرف واحد والرئيس عبدالأمير أبو التين (الرئيس فلاديمير بوتين سابقا) هو مبعوث العناية الالهية لتحرير العراق من داعش ويناشد – بناء على ذلك – المرجعية الدينية في النجف أن تطلق لقب آية الله على الرئيس أبوالتين.
ولنا أن نتوقع المزيد من الاكتشافات العربية في ظل الحالة المزرية التي نعيش في ظلها، ولا تتعجبوا إذا جاءنا غدا من يقدم الدليل الدامغ على أن مخطط الشرق الأوسط الجديد يرجع إلى عهد الدولة الأموية وأن رئيس المخابرات الأميركية الذي قام بتشكيل تنظيم داعش هو ابن خالة يزيد بن معاوية!.